للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قيل لكم ادخلوا فادخلوا» . وهذا معنى لطيف.

اللطيفة الرابعة: قوله تعالى: {وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} فيه إشارة لطيفة أن المكث بعد الطعام غير مرغوب فيه على الإطلاق، فالأمر أمر وليمة وقد انتهت، ولم يبق إلاّ أن يفرغ أهل البيت لبعض شأنهم، والبقاء بعد ذلك فيه نوع من الأثقال غير محمود.

قال بعض العلماء: هذه الآية نزلت في الثقلاء، وقرأها بعضهم فقال: «هذا أدب من الله تعالى أدَّب به الثقلاء» ويروى عن عائشة وابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «حسبُك في الثقلاء أنّ الشرع لم يحتملهم» .

وأنشد بعض الفضلاء:

وثقيلٍ أشدّ من ثِقَل المو ... ت ومن شدّة العذابِ الأليم

لو عصت ربَّها الجحيمُ لما كا ... ن سواهُ عقوبةً للجحيم

وقال آخر:

ربّما يثقُل الجليس ولو كا ... ن خفيفاً في كِفّة الميزان

ولقد قلتُ حين وتّد في البي ... تِ ثقيل أربى على سهلان

كيف لم تحمل الأمانة أرضٌ ... حملت فوقها أبا سفيان؟!

اللطيفة الخامسة: قوله تعالى: {فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ والله لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحق} الاستحياء لا يكون من الذات، وإنما يكون من الأفعال، بدليل قوله تعالى: {والله لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحق} ولم يقل: والله لا يستحيي منكم والكلام فيه حذف تقديره: فيستحيي من إخراجكم أو من أمركم بالانصراف

<<  <  ج: ص:  >  >>