للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على حساب العرب. وقال بأن على فرنسا أن تعطي إلى العرب الضمانات الكافية على أن الطائفة اليهودية في الجزائر لن تنال شيئا من مراكز النفوذ الكبيرة في البلاد. ويمكن الإعلان عن هذه الضمانات بناء على رأيه، بواسطة بيان عام يوقع عليه علماء البلاد ومسئولو الشئون الدينية.

أما عن القوات التي كانت لدى الجزائر القديمة فان بوضربة لم يذكر جميع التفاصيل حولها واكتفى بتهدئة روع الفرنسيين الذين كانوا يخشون تجمع تلك القوات للانقلاب عليهم. فقد قال إنه كان في مركز اسطاويلي ١٦،٠٠٠ رجل مسلح و ٤،٠٠٠ من القبائل الراجلين (١) ولاحظ أن هذه القوات لا يمكنها أن تجتمع الآن من جديد، وإذن فلا خوف على الفرنسيين من وقوع ثورة ضدهم. ولاحظ أنه لا في وهران ولا في قسنطينة شخص يتمتع بنفوذ واسع يستطيع أن يؤلف حكومة جزائرية تخشى منها فرنسا (٢)

وادعى أن تصرفات الحاج أحمد باي قسنطين كانت سيئة إلى درجة أنه لا يستطيع أن يكسب ثقة أي أحد، فما بالك بتهديد الوجود الفرنسي.

ويبدى بوضربة بعض الآراء الهامة حول أملاك الدولة في سهل متيجة فهو يقول إن دار السلطان (مدينة الجزائر وضواحيها بما في ذلك متيجة) كانت تملك بين ١٢ و ١٣ مزرعة في السهل المذكور، بعض هذه المزارع كان مملوكا عن طريق الإيجار. وكانت هناك وزارة خاصة (لعله يقصد خوجة الخيل) تقوم بإدارة المزارع وتعهدها. وكانت كل مزرعة تحتوي على ٦٠ أو ٨٠ زوجا من البقر. وكانت حدود ملكية كل قبيلة في السهل منظمة


(١) وقعت معركة اسطاويلي في ١٩ جوان (يونيو) ١٨٣٠ بين الجيش الجزائري بقيادة الآغا ابراهيم والجيش الفرنسي المهاجم بقيادة دي بورمون، وقد لاحظ بوضربة أن أهل جرجرة لا يحاربون أبدا على الخيل.
(٢) لم يكن الأمير قد ذاع صيته بعد (١٨٣٤، أما الحاج أحمد باي قسنطينة فيبدو أن بوضربة لم يكن يرى فيه خطرا على الفرنسيين. وقد عرفنا أن بوضربة أصبح ممثل الأمير عبد القادر في مدينة الجزائر حسب بعض الروايات. انظر أيضا الفصل الرابع.

<<  <   >  >>