للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أيضا. ورغم أن تفاصيل هذه الرحلة ما تزال غير معروفة فان بعض خيوطها يمكن جمعها من المصادر القليلة الموجودة عنها (١). ويذكر خوجة أن الدوق دي روفيغو قد أرسله باقتراحات معينة للتفاوض مع الحاج أحمد، باي قسنطينة، وأنه قد تعرض من أجل ذلك إلى أخطار كبيرة وأنه دفع ثمن الرحلة من جيبه. وقد طلب منه رئيس الجلسة أن يقص على أعضاء اللجنة قصة هذه الرحلة مع ذكر الصعوبات والتسهيلات التي وجدها في الطريق ووصف القوة العسكرية والمادية التي يملكها الحاج أحمد.

قال خوجة إن الرحلة قد دامت عشرين يوما وأنها كانت عن طريق البر، وأنه كان مصحوبا بابنه (٢). ويذكر محضر الجلسة أن خوجة (وهو الذي طالما اشتكى من الأخطار التي تعرض لها وطالب بدفع تعويضات عن الأموال التي صرفها) قد قال بأنه كان في استطاعته المرور بحرية بفضل وصية أحد المرابطين (الذي لم يذكر اسمه) (٣)، وبفضل هدايا صغيرة. ولكن خوجة رفض بناء على محضر الجلسة، أن يجيب على محتوى الاقتراحات التي كان من المفروض أن يكون مكلفا بتقديمها إلى الحاج أحمد، مدعيا أن ذلك سر بينه وبين الحكومة الفرنسية. وعندما نبهه الرئيس بأن اللجنة تسأله باسم الحكومة وأنه ليس هناك سر لدى اللجنة اضطرب خوجة، حسب محضر الجلسة، ولم يستطع تبرير مهمته. وقد ذكر بأنه تعرض إلى


(١) من هذه المصادر كتاب ابنه علي خوجة انظر فصل حضر مدينة الجزائر و (أخبار الجزائر) لبيلي دي رينو، ٣ ج (باريس، ١٨٥٤) و (المرآة) لخوجة نفسه. و (مذكرات الحاج أحمد باي قسنطينة) التي نشرها م. إيميري Emerit في (المجلة الأفريقية) ١٩٤٩.
(٢) وهو الذي كتب وصف الرحلة المذكورة.
(٣) لا شك في أنه يقصد الشيخ علي بن عيسى الذي كان عمره مائة سنة، وهو سرابط قرومة (الأخضرية حاليا) والزعيم الروحي لقبيلة فلية. انظر الفصل الخامس.

<<  <   >  >>