للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الآغا. وقد حضر المناقشة أيضا حمدان بن عثمان خوجة الذي ترك لنا وصفا حيا (١)، لذلك. وبعد معركة اسطاويلي التي حضرها الحاج أحمد وفقد فيها من رجاله حوالي ٢٠٠. وبعد استيالاء الفرنسيين على قلعة مولاي حسن انسحب الحاج أحمد إلى وادي القلعة ثم إلى عين الرباط (مصطفى باشا الآن) شرقي العاصمة. ثم تابع طريقه شرقا في اتجاه قسنطينة، بينما انضم إليه أكثر من ١٠٦٠٠ شخص من الأهالي الفارين من الجيش الفرنسي رجالا ونساء. وفي أولاد زيتون اتصل برسالة من بورمون قائد الجيش الفرنسي يخطره فيها بتوقيع معاهدة الاستسلام ويعرض عليه اعتراف فرنسا به كما هو إذا قبل دفع (اللازمة) (الجزية) التي تعود دفعها إلى الباشا. فكان رده هو أن ذلك متوقف على رضى أهل الإقليم الذي يحكمه، ثم واصل سيره نحو قسنطينة التي وصل ضاحيتها (الحامة) بعد اثنين وعشرين يوما.

توقف الحاج أحمد في ضاحية المدينة لأنه عرف أن خصومه الأتراك قد قاموا بانقلاب ضده وعينوا بايا جديدا مكانه يدعى حمود بن شاكر.

ولكن أنصاره تحركوا عندما علموا بعودته يقودهم خليفته ابن عيسى وبعض العلماء، وعندما تأكد خصومه من عدم تأييد أهل البلاد لهم قتلوا زعيمهم وأعلنوا توبتهم وولاءهم. وقد عفا عنهم الحاج أحمد في الظاهر ولكنه تخلص منهم واحدا واحدا فيما بعد وحمل منذئذ كرها شديدا ضد الأتراك وأصبح لا يثق فيهم واعتمد على تأييد الجيش العربي الذي أخذ في تكوينه (٢).


(١) انظر الفصل الخاص باستعدادات الجزائر لمواجهة الحملة.
(٢) راجع بيليبي دي رينو، ج١، ص ٢٠٤ وتذكر المذكرات أنه حاكم المنشقين وأمر بقتلهم وجعلهم مثالا لغيرهم. انظر مارسيل إيميري M. EMERIT .(مذكرات الحاج أحمد آخر بايات قسنطينة) (المجلة الأفريقية)، ١٩٤٩ ص ٧٥.

<<  <   >  >>