للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وطلب منه أن يراسل السلطان عن طريق سي الطاهر باشا الذي أصبح - حاكما لطرابلس (١).

وليس هناك حاجة للإطالة في موضوع انتصار العرب على الفرنسيين في معركة قسنطينة سنة ١٨٣٦، فقد علم الحاج أحمد عن طريق جواسيسه باستعداد الفرنسيين في عنابة للقيام بحملة ضد قسنطينة، فخرج لمقابلتهم مسافة نصف يوم وأقام معسكره عند مكان يدعى وادي الكلاب، وكانت قواته ١،٥٠٠ من الرماة و٥،٠٠ فارس. وقد التقى الجمعان في مكان يسمى عقبة العشارى، وحين رأى قوة الجيش الفرنسي تراجع ولكنه استمر في حربهم، ودخل قسنطينة. نصب الفرسيون مدافعهم على جبل المنصورة وسيدى مبروك الذي يشرف على المدينة وبدأوا في قصفها. كان الجيش الفرنسي بقيادة كلوزيل. وكان الثلج والمطر ينزلان بغزارة.

وحاول الفرنسيون إرغام المدينة على الاستسلام ولكنهم فشلوا، لذلك تراجعوا عنها، بينما طاردهم جيش الحاج أحمد إلى قالمة. وفي طريق عودته إلى قسنطينة وجد عربات محملة بالمؤونة تركها الفرنسيون خلفهم.

وقد كان لهذا الانتصار وقع كبير على الأهالي. كما أدى إلى عزل كلوزيل واستدعائه إلى فرنسا.

بعد انتصاره عاد الحاج أحمد إلى المدينة وبدأ في تحصينها لأنه كان يتوقع أن الفرنسيين سيعيدون الكرة. وقد عرف أن هناك أناسا كانوا يريدون التسليم للفرنسيين أثناء قصف المدينة فحكم على بعضهم بالإعدام. ومن


(١) يبدو أن الحاج أحمد قد ربط صداقه مع كمال بك. وقد طلب إليه أن يرسل إليه بعض الحاجات بعد عودته إلى اسطانبول ففعل كمال. انظر المذكرات ص ٨٧. أما سي الطاهر باشا فيقال إن السلطان قد عينه حاكما على طرابلس يقصد أن يكون واسطة بينه وبين الحاج أحمد. ومما يذكر أن حمدان خوجة كان يقوم بترجمة رسائل الحاج أحمد إلى السلطان من العربية إلى التركية.

<<  <   >  >>