للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الجيش الفرنسي في سيدي فرج لم يكن هناك لا مدافع ولا خنادق (١). ولم يكن لدى الآغا ابراهيم أكثر من ٣٠٠ فارس. وكان باي قسنطينة لا يملك إلا عددا قليلا من المحاربين. أما باي التيطري فقد كان ما يزال في عاصمة إقليمه (المدية) ولم يصل إلا بعد عدة أيام من نزول الجيش الفرنسي.

أما جيش إقليم وهران فلم يكن بعيدا عن سيدي فرج وكان تحت قيادة خليفة الباي. وكان باي التيطري قد وعد الباشا ٢٠،٠٠٠ فارس، منهم ١٠ آلاف برماحهم (٢)، ولكنه حين وصل إلى الميدان لم يأت معه بأكثر من ألف رجل.

هذه القوات كانت مجتمعة في معسكر (اسطاويلي). وكان الآغا ابراهيم مع فرقة من سكان متيجة وأخرى من أعالي جرجرة. كانت القوات تذهب كل يوم إلى معسكر الحراش الواقع شرقي العاصمة والذي يبعد مسافة أربع ساعات من اسطاويلي وتعود منه كل صباح. وقد رفض ابراهيم استراتيجية باي قسنطينة التي تقوم على توزيع القوات الجزائرية - العثمانية وجعل جزء منها غرب سيدي فرج حتى تمنع العدو من تحقيق هدفه وهو العاصمة. وقد انتقد الباي أحمد الخطة قائلا بأن وضع القوات على ما هي عليه سيكون (مرشدأ) للقوات الفرنسية في زحفها نحو العاصمة ونادى بضرورة العناية بالجيش وأن يأخذ كل قائد مجموعة منه ويعدها إعدادا كافيا.

كما طالب الباي أحمد بضرورة حفر الخنادق حول المعسكر.

ولكن رد الآغا ابراهيم على هذه الاقتراحات كان سلبيا ومثبطا.

فقد أجاب الباي بأنه لا يعرف التكتيك الحربي الأوربي الذي يخالف التكتيك الحربي العربي. فلم يسع الباي سوى الصمت , وفي آخر لحظة اقتنع الآغا


(١) كان هناك حوالي ١٢ مدفعا صغيرا وضعها الآغا يحيى عند بداية الحصار، والظاهر أن عدد القوات الجزائرية المذكورة مبالغ فيه جدا.
(٢) لذلك سمى الباي (بمزراق) أي بورمح.

<<  <   >  >>