للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقد وقعت السرقات بكثرة ولم يحترم الجزائريون الفرنسيين. ويعزو الفرنسيون ذلك إلى (رخاوة العرب). لذلك استبدلت الشرطة العربية بشرطة فرنسية. ويقولون إنهم بذلك الإجراء قد جعلوا (السكان يحترمون الوضع الجديد عن طريق العصا) (١).

أظهرت الطائفة اليهودية في الجزائر ميلا واضحا إلى الفرنسيين كما أظهر لهم هؤلاء عطفا أوضح وأصبحوا عندهم من ذوي الحظوة والجاه. وقد لعب ديني Denniée وكيل التموين دورا بارزا في حمل القائد العام على مراعاة اليهود. ومنذ اليوم التالي للاحتلال عينت السلطات الفرنسية اليودي سرور رئيسا للمترجمين غير الفرنسيين. وقد أصبح بكري صاحب نفوذ كبير حتى إن الجيش كان لا يفعل شيئا إلا باستشارته. وبذلك حصل على امتيازات كبيرة له ولطائفته (٢). وهذا الحلف هو الذي جعل حضر المدينة يتوجسون من الفرنسيين بعد أن رحبوا بهم.

ورغم أن هذه الطائفة لم تعترف بالجميل فإن الفرنسيين ظلوا على ميلهم لليهود على حساب العرب. ويذكر الفرنسيون أنفسهم أن اليهود الذين أظهروا التعاون معهم أولا كانوا على استعداد لبيع الجيش الفرنسي في سبيل مصالحهم، وأصبحوا مرابين ومورطين غير أوفياء بالعهود (٣).

وفي اليوم الأول من الاحتلال اتصل بكري بالأتراك وحذرهم من الخطر الذي يهددهم ووعدهم الحماية على شرط أن يدفعوا مقابل ذلك ما طلبه منهم.

كما اتصل بقومه ووعدهم أن الفرنسيين لن يفعلوا شيئا بدون رضاه.


(١) نفس المصدر ص ٤١٢.
(٢) نفس المصدر ص ٤١٢ - ٤١٣.
(٣) يذكر اسكير أنهم ادعوا أن امرأة أحد الأتراك كانت تخبىء السلاح في بيتها، وعندما تبين العكس ذهبوا إليها وطلبوا منها دفع ٦٠٠ قطعة من الذهب حتى لا تتعرض لمعاملة سيئة فأعطتهم المبلغ ولكنها اشتكتهم فألقي القبض على المعتدين وسجنوا، ص ٤١٢.

<<  <   >  >>