للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في سجنه (١).

من بني مناد ظل الآغا محيي الدين يكتب إلى القائد العام يعلن براءته من الاتهام الموجه إليه ويشرح موقفه. وعندما لم تجد الرسائل إلى القائد العام كتب الآغا مباشرة إلى الملك الفرنسي يعبر له عن براءته وإخلاصه. كما كتب إلى وزير الحربية. منها الرسالة التي وجهها بتاريخ ٢٤ يونية عام ١٨٣٢ إلى الملك الفرنسي يخاطبه فيها باسم العرب الذين تجمعوا حوله ويطالبه بوضع حد لحكم دي روفيغو وإحلال العدل الذي وعدت به فرنسا الجزائريين (٢). ومن ذلك رسالة وجهها إلى وزير الحربية بتاريخ ٢١ أكتوبر عام ١٨٣٢ اشتكى فيها من القائد العام واتهمه بارتكاب الأخطاء والاستماع إلى أنصار عودة الحكم التركي إلى الجزائر. والعمل ضد كل ما يكتبه إليه من نصائح وآراء تخص العلاقات مع العرب (٣).

وبدلا من أن يبدأ الدوق دي روفيغو عهدا جديدا من المصالحة مع العرب عمد إلى سياسة العنف نحوهم. فبعد حادثة العوفية حاول القضاء على الآغا محيي الدين بتكليف أحد المترجمين بالبحث له عن شخص يقوم باغتيال الآغا (٤). وقرر أيضا معاقبة مدينتي البليدة والقليعة على تعضيدهما للثورة بغرامه قدرها مليون ومائة ألف فرنك. كان عدد سكان القليعة لا يتجاوز ١،٥٠٠ نسمة. ولم تدفع القليعة من المبلغ سوى عشرة آلاف فرنك دفعتها أسرة ابن المبارك التي كان زعيمها في السجن


(١) نفس المصدر، ص ٢٥٤. ولعل موته لم يكن بسبب الخوف كما تدعي المصادر الفرنسية.
(٢) دار المحفوظات (الأرشيف) الوطنية في باريس رقم B ٨٠١٦٧٠. F.
(٣) نفس المصدر، ونفس الرقم. ونحن نفهم من ذلك أن الآغا لم يكن من أنصار الحكم العثماني في الجزائر، وأنه كان، كالأمير عبد القادر، من أنصار الحكم الوطني.
(٤) دي رينو، ص ٢٥٤.

<<  <   >  >>