يتوجه منها، ولخرج عن أن يكون دلالة على نسبه، إلى أن يصير دلالة على فعله، فاستغنوا عن ذلك بالنسبة إليه فقالوا: عربيُّ. وقال أبن دريد في مصدره: يقال عربيٌ بين العرابة والعروبة وقد سموا بعربي كما سموا برومي وفي ضبة شاعر محسن يقال له رومي بن شريك، وفي وفي بني عبد الدار رجل يقال له أبو الروم عبد مناف بن عمير العبدري. وممن أسمه عربي: عربيَّ بن منكث أحد بني عبيد الرماح بن معد بن عدنان، وعبيد بن معد هؤلاء انقسموا قسمين: ففرقة دخلت في مزينة، وفرقة دخلت في كنانة والتي دخلت في كنانة هي التي يقال لها عبيد الرماح، وأبن عربي هذا: إبراهيم بن عربي، وكان مكرماً عند بني أمية، والسبب في ذلك أن أمه كانت فاطمة بنت شريك بن عبدة بن مغيث بن الحد بن عجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جثم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هنيئ أبن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وشريك هو الذي يعرف بشريك بن سحماء، وسحماء أمه، وهي في قول بعضهم: سحماء بنت عبد الله الليثية، وقال آخرون هي يمانية. وشريك هو الذي اتهمه عويمر العجلاني من الأنصار بامرأته فنزل بسببها اللعان، في حديث طويل ليس هذا موضعه، فلما كان يوم دار عثمان ضرب مروان بن الحكم وسعيد بن العاص فسقطا، فوثبت فاطمة بنت شريك فأدخلت مروان بيتا فأفلت، فكان بنو مروان يحفظون إبراهيم بن عربي لذلك وولاه عبد الملك اليمامة وأعمالها، فتزوج بنت طلبة بن قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد ين مقاعس - وهو الحارث - بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأوفد إبراهيم مقاتل بن طلبة إلى عبد الملك ومعه أشراف من تميم وعامر بن صعصعة، وكتب إلى الحجاب أن يحسنوا أذنه فأذن له أول الوفد، فلما دخل على عبد الملك أدناه وأكرمه فقال:
وفضَّلني عند الخليفة أنني ... عشية وافت عامر وتميم
وجدت أبي عند الإمام مقدَّما ... لكل أناس حادث وقديم