للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي لما أن تزوجت. وقال يعقوب: قال عمارة: الغواني الشواب اللواتي يعجبن الرجال ويعجبهن

الرجال. وقال آخرون: الغواني: اللواتي استغنين بجمالهن عن الزينة. وقوله (مجدلا) معناه

مصروعا، وأصله إنه لصق بالجدالة، وهي الأرض. قال الشاعر، انشده أبو زيد:

قد أركب الحالةَ بعد الحالهْ ... وأترك العاجزَ بالجداله

أي بالأرض. قال أبو جعفر: (وأترك العاجز بالجدالة)، معناه: وأترك الأمر العاجز، أي آخذ بالحزم

وأترك العجز.

وقوله (تمكو فريصته) معناه تصفر فريصته. والمكاء: الصفير. قال الله عز وجل: (وما كان صَلاتُهم

عِند البيت إلاّ مُكَاءً وتَصْديةً)، أراد بالمكاء الصفير، وبالتصدية التصفيق. قال الأصمعي: قلت لمنتجع

بن نبهان: ما تمكو فريصته؟ فشبك بين أصابعه ثم وضعها على فمه ونفخ. و (الفريصة): المضغة

التي في مرجع الكتف، ترعد من الدابة إذا فزع. وإنما خص الفريصة لأنها إذا طعنت هجمت الطعنة

على القلب فمات الرجل. فأخبر عن حذقه بالطعن وإنه لا يطعن إلا في المقاتل وقلبه معه، ولو كان

مدهوشا لم يدر أين يضع رمحه. وإنما يصفر الجرح إذا ذهب الدم كله، لأنه يخرج منه ريح بعد

الدم. وقوله (كشدق الأعلم)، يريد سعة الطعنة، أي كأن هذه الطعنة في سعتها شدق الأعلم. والأعلم:

الجمل. وكل بعير أعلم؛ لأن مشفره الأعلى مشقوق. وأنشد:

من كلِّ نجلاءَ كشِدق الأعلمِ

وليس قول من قال: الأعلم: الرجل، بشيء؛ لأن العلم إنما يكون في الشفة، فشدق الأعلم والصحيح

سواء. ويقال: رجل أعلم، إذا كان مشقوق الشفة العليا؛

<<  <   >  >>