للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فحذف الركاب وأقام الخيل مقامهم. يقال: (يا خيل الله اركبي)، على معنى: يا أصحاب خيل الله اركبوا، فحذف

الأصحاب وصرف الفعل إلى الخيل فقال اركبي ولم يقل اركبوا.

والتاء اسم الكون، وجاهلة خبر الكون، وتعلمي صلة ما، والهاء المضمرة تعود على ما: والتقدير

فيه: بما لم تعلميه، وعلامة الجزم في تعلمي سقوط النون.

(إِذْ لا أَزالُ علَى رِحالةِ سابحٍ ... نَهْدٍ تَعَاوَرُه الكُماةُ مُكَلَّمِ)

(الرحالة): سرج كان يعمل من جلود الشاء بأصوافها، يتخذ للجري الشديد. و (السابح) من الخيل:

الذي يدحو بيديه دحوا ولا يتلقف. و (النهد): الغليظ. (تعاوره الكماة)، أي يطعنه ذا مرة وذا مرة.

ويقال: تعاورنا فلانا ضربا، إذا ضربته ثم جاء صاحبك ثم الذي يليك ثم الذي يليه. و (الكماة): جمع

كمى، وهو الشجاع، سمى كميا لأنه يقمع عدوه. يقال: كمى شهادته، إذا قمعها ولم يظهرها. وقال أبو

عبيدة: الكمى: التام السلاح. وقال ابن الأعرابي: سمى كميا لأنه يتكمى الأقران، أي يتعمدهم. وقوله

(مكلم) معناه مجرح، معناه قد جرح ثم جرح. ويروى: (نقذ تعاوره الكماة)، أي تنقذ من خيل قوم

آخرين.

وإذ صلة لسألت، والكماة يرتفعون بفعلهم، والمكلم نعت السابح. والأصل في تعاوره تتعاوره،

فاستثقلوا الجمع بين حرفين متجانسين متحركين، فحذفوا أحدهما.

(طَوراً يُجَرَّدُ للطِّعان وتارةً ... يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْرَمِ)

قوله (طورا) معناه مرة؛ وجمعه أطوار. وقال قوم: الطور: الحال، قال

<<  <   >  >>