للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله عز وجل: (وقد خَلقَكُم أطواراً) أراد على حالات وضروب مختلفة. وأنشدنا أبو العباس لكثيِّر:

فطوراً أكُرُّ الطَّرفَ نحوَ تِهامةٍ ... وطوراً أكُرُّ الطَّرفَ كراًّ إلى نجدِ

قوله (يجرد) معناه يبرز له ويجد فيه؛ وهو مأخوذ من قولك: تجرد فلان لذلك الأمر، أي جد فيه

وبرز له. فيقول: يبرز للطعان ساعة ثم يقف إذا ترك من أن يقاتل عليه. وقوله (يأوي إلى حصد)

معناه إلى جيش كثير القسي. يقال غيضة حصدة وحصداء، إذا كانت كثيرة النبت ملتفة الشجر.

ويقال: وتر محصد، أي متدان بعض أسونه من بعض. والأسوان: قواه التي يفتل عليها. وهو من

الوتر الأسون، ومن الحبل القوي. وقوله (عرمرم) معناه شديد. قال رجل من غسان:

فذوقوا من الوجد الذي ليس بارحاً ... فإنّ لكم يوماً عبوساً عرمرما

وقال أبو عبيدة: العرمرم: الكثير. وقال أبو جعفر: قوله يجرد للطعان، معناه إذا أغير علينا جردنا

الخيل للطعان، ونغزو إذا غزونا في جيش، فلسنا نخلو من أحد هذين. والتجريد: الا يكون مع الخيل

راجل. يقال: خرجوا في خيل جريدة، أي ليس فيها راجل.

ونصب طورا بيجرد، واسم ما لم يسم فاعله مضمر في يجرد، واللام صلة يجرد، وتارة منصوب

بيأوى، والى صلة يأوى، وعرمرم نعت لحصد القسي.

(يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقيعةَ أَنّني ... أَغْشَى الوَغَى وأَعِفُّ عِند المَغْنَمِ)

الوقيعة والوقعة سواء. ويقال في مثل: (الحذر أشد من الوقيعة). والوغى والوعي والوحي: الصوت

في الحرب. وأنشد:

وليلٍ كساج الحمْيريِّ ادّرعتُه ... كأنّ وعَى حافاته لغَطُ العُجْمِ

<<  <   >  >>