للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيقول: آتى الحرب ولى فيها غناء، فإذا كانت الغنيمة كففت وعففت؛ أي ليست الغنيمة بدهري.

يقال: عف يعف عفافا وعفة وعفافة. وقال أبو جعفر في قوله (وأعف عند المغنم): معناه لا تشره

نفسي إلى الغنيمة، ولكني أهب نصيبي للناس.

ويخبرك موضعه جزم على جواب الجزاء المقدر، كأنه قال: هلا سألت الخيل، أن تسألي يخبرك.

وموضع أن نصب بيخبرك، وخبر أن ما عاد من أغشى، وأغشى مرتفع بالألف، وأعف نسق عليه.

(ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَه ... لا مُمْعِن هَرَباً ولا مستَسْلِمِ)

المدجَّج والمدجِّج: الذي قد توارى بالسلاح، بكسر الجيم وفتحها. وقد جاءت أحرف في لفظ الفاعل

والمفعول هذا أحدها، ومنها قولهم: مخيَّس ومخيِّس، ورجل ملفَج وملفِج للفقير، وعبد مكاتَب ومكاتِب.

وقوله (نزاله)، معناه منازلته، وهو مصدر نازلته منازلة ونزالا. وقوله (لا ممعن هربا)، معناه لا

يمعن هربا فيذهب ويبعد، ولا هو مستسلم فيؤسر، ولكنه يقاتل. ويقال: معناه لا يفر فرارا بعيدا، إنما

هو متحرف لرجعة أو لكرة يكرها. وقال أبو جعفر في قوله لا ممعن هربا: معناه ليس له ثمة هرب

إلا التحرف والتمكن للطعن والضرب، كما قال قيس بن الخطيم:

إذا ما فَرَنا كان أسوا فِرارِنا ... صُدودَ الخدودِ وازورارَ المناكبِ

والمدجج خفض بإضمار رب، وكره الكماة نزاله صلة المدجج، وممعن ومستسلم مخفوضان على

النعت لمدجج، ولا في معنى غير، كأنه قال غير ممعن هربا.

<<  <   >  >>