(جادَتْ يدايَ لَهُ بعاجِل طعْنَة ... بمثَقَّف صَدْق الكُعوبِ مُقَوَّمِ)
قال أبو جعفر في قوله (بعاجل طعنة): معناه سبقته بالطعن، كنت أحذق به منه. و (المثقف):
المصلح المقوم. و (الكعوب): عقد الأنابيب. و (الصدق) الصلب.
ويداي رفع بجادت، والباء صلة جادت، والعاجل خفض بالباء، والباء الثانية صلة عاجل، ومثقف
خفض بالباء: وصدق الكعوب نعته: ومقوم نعت لصدق الكعوب. وروى الأصمعي بعد هذا البيت بيتا
لا نعلم أحدا رواه غيره، وهو:
(بِرَحيبةِ الفَرْغَينِ يَهدِي جَرْسُها ... باللَّيْل مُعْتَسَّ الذِّئابِ الضُّرَّمِ)
(الرحيبة): الواسعة؛ يقال مكان رحب ورحيب، أي واسع. وقولهم: مرحباً وأهلا وسهلا، معناه أتيت
سعة وأتيت أهلا كأهلك؛ فاستأنس. ويروى عنه: (برغيبة الفرغين) فالرغيبة: الواسعة، يقال جرح
رغيب. وما بين كل عرقوتين من الدلو فهو فرغ، ومدفع الماء إلى الأودية فرغ، والجمع فروغ.
فضرب هذا مثلا لمخرج دم هذه الطعنة، فجعله مثل مصب الدلو. و (الجرس) والجرس: الصوت،
وهو حس الشيء وصوته. ويقال: أجرس الطائر، إذا سمعت مرصوته. فيقول: حس سيلان دم هذه
الطعنة يدل السباع إذا سمعن خرير الدم منها، فيأتينه فيأكلن منه. و (المعتس) من الذئاب وغيرها:
المبتغى الطالب. يقال: خرج يعتس، أي يطلب فريسته يأكلها. و (الذئاب): جمع ذئب، وهي الذؤبان.
وذؤبان العرب خبثاؤهم. و (الضرم): الجياع. يقال: لقيت فلانا ضرما، ولا يقال هو ضارم. وضرم
جمع ولم يتكلم بضارم.
والباء صلة لجادت، والرحيبة خفض بالباء، والفرغان مخفوضان بإضافة رحيبة