إليهما، والجَرْس رفع بيَهدِى، ومعتسَّ الذئاب منصوب بيهدي، والضرَّم نعت الذئاب.
(فشكَكْتُ بالرُّمح الأَصمِّ ثِيابَه ... لَيسَ الكريمُ على القَنَا بمحرَّمِ)
قوله (شككت) معناه انتظمت. يقال: شككته أشكه شَكَّا، إذا انتظمته. ويقال: شاكٌّ في السلاح وشاكٍ
في السِّلاح، إذا كان سلاحُه ذا شوكه. وأصل شاكٍ شائك فقُلب، كما قالوا: جُرف هارٍ وأصله هائر.
ويروى: (كمشت بالرمح الأصم ثيابه). يقول: طعنته طعنة شمرت ثيابه وضمتها إلى صدره. هذا
قول يعقوب. وقال الطوسي: قوله ثيابه، معناه قلبه. قال الله عز وجل: (وثيابَكَ فطَهِّرْ). أراد: وقلبك
فطهر. وقوله: (ليس الكريم على القنا بمحرم)، معناه لم يمنعه من أن يقتل بالقناة كرمه. قال الجعدي:
وما يشعرُ الرُّمحُ الأصمُّ كعوبُه ... بثروةِ رهط الأبلج المتظِّلم
وقال أبو جعفر في قوله (ليس الكريم على القنا بمحرم): معناه ليس بمحرم على القتل، أي منيته
القتل ليس يموت على فراشه. ومثله قول الآخر:
وإنْ يُقْتَلوا فيُشتَفَى بدمائهم ... وكانوا قديماً من منَاياهم القتلُ
والباء صلة شككت، والثياب منصوبة بشككت، والكريم اسم ليس، وبمحرم خبر ليس.
(فتركتُه جَزَرَ السِّباعِ يَنُشْنَه ... ما بينَ قُلَّةِ رأَسِه والمِعْصمِ)
(الجزر): جمع جزرة. والجزرة: الشاة والناقة تذبح وتنحر. فيقول: صار للسباع جزرة. ضربه
مثلا. وقوله (ينشنه)، أي يتناولنه بالأكل. يقال: