للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فأَمَّا يَومَ خَشْيتِنا عَلَيهمْ ... فنصْبِحُ غارةً مُتلبِّبينا)

ويروى: (فتصبح خيلنا عصبا ثبينا). قال أبو جعفر: فسر معنى المقارعة بهذا الكلام. (عليهم) معناه

على البنين والحرم. وقوله (فنصْبِحُ غارةً مُتلبِّبينا) معناه فنصبح متيقظين مستعدين. ويقال: أغرت

على العدو إغارة وغارة. وغار الرجل على أهله يغار غيرة. قال جرير:

مَن سَدَّ مُطَّلَعَ النِّفاق عليهم ... أم مَنْ يصول كصَولة الحجَّاجِ

أم من يغَار على النساءِ حفيظةً ... إذْ لا يثقْنَ بغَيْرة الأزواجِ

يقال: غار الرجل فهو غائر، إذا أتى الغور. وغار الماء يغور غورا، وغارت عينه غؤورا، وغار

الرجل أهله يغيرهم غيارا وغيرا، إذا مارهم، وهي الغيرة والميرة. وأغار الحبل إغارة، إذا أحكم

فتله. و (العصب): الجماعات. و (الثبون): المتفرقون، وواحدها ثبة. قال زهير:

وقد أغدو على ثُبَةٍ كرامٍ ... نَشَاوَي واجشدينَ لما نشاءُ

ويقال في جمع ثُبة ثُبات وثُبون. قال الله تعالى: (فانفِروا ثُبَاتٍ) وقال الشاعر:

فقد خربت قبورُهمُ فأمستْ ... قبورهمُ جميعاً أو ثُبِينا

واليوم نصب بنصبح، واسم نصبح مضمر فيه، وخبره غاؤة، ومتلببينا نعت لغارة.

(وأَمَّا يومَ لا نَخْشى عليهمْ ... فنُصْبحُ في مجالسنا ثبينا)

معناه وأما يوم لا نخشى أن يغار علينا فنصبح في مجالسنا على هذه الصف. وقال بعض أهل اللغة:

أراد بقوله في البيت الأول متلبّبينا: لا بسين السلاح. ويروى:

<<  <   >  >>