للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأَمَّا يومَ لا نَخْشى عليهمْ ... فنُصْبِحُ غارةً مُتلبِّينا

التفسير في إعرابه كالتفسير في البيت الأول.

(برأْسٍ مِن بني جُشَمَ بنِ بَكْرٍ ... ندُقُّ به السُّهولةَ والحُزونا)

(الرأس): السيد. والرأس هاهنا: الحي. ويقال: حي رأس، إذا كان مستغنيا أن يجلبه أحد، أي يعينه.

والسهولة: ما لأن من الأرض. و (الحزون): جمع حزن. والحزن: ما غلظ من الأرض. وقال أبو

جعفر: معناه ندق به كل صعب، لا نبقي شيئا ولا أحدا إلا أغرنا عليه. قال: والرأس هاهنا: جيش.

وأنشد للراعي:

يَقُدْن ولا يُقَدْنَ لكلِّ غيثٍ ... وفي رأسِ يَسِرْنَ وينتوينا

أي في جيش. والباء صلة فعل مضمر معناه نجيء برأس ونغير برأس، وندق خبر مستأنف.

ويجوز أن يكون نعتا للرأس في التأويل، والهاء تعود على الرأس.

(بأَيِّ مَشِيّئةٍ عمْرَو بنَ هِندٍ ... نكونُ لقَيْلكُمْ فيها قَطِينا)

(القيل) جمعه أقيال. والأقيال: وزراء الملوك في قول بعض أهل اللغة. وقال أبو عبيد: ملوك باليمن

دون الملك الأعظم، واحدهم قيل، يكون ملكا على قومه ومخلافه ومحجره. واحتج بالحديث الذي

يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه كتب لوائل بن حجر ولقومه: (من محمد رسول الله إلى

الأقيال العباهلة من أهل حضرموت). والأقيال قد مضى تفسيرهم. و (العباهلة): الذين أقروا على

ملكهم لا يزالون عنه. وكل شيء أهملته فكان مبهما لا يمنع مما يريد ولا يضرب على يديه فهو

معبهل. قال تأبط شرا:

مَتى تَبغنِي ما دمتَ حيّاً مسلّما ... تجدني مع المسترعِلِ المتَعبْهلِ

فالمسترعل: الذي يخرج في الرعيل، وهي الجماعة من الخيل وغيرها. والمتعبهل:

<<  <   >  >>