للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(تَجَاوَزْتُ أحراساً إليها ومَعْشَراً ... عَلَّى حِراصاً لَوْ يُسِرُّونَ مَقْتَلِي)

ويروى: (يشرون مقتلي) بالشين، أي يظهرون. يقال أشررت الشيء، إذا أظهرته. قال الشاعر يذكر

أصحاب على رضي الله تبارك وتعالى عنه:

فما برِحوا حتَّى رأى الله صَبَرهمْ ... وحتَّى أُشِرّتْ بالأكف المصاحفُ

يريد: حتى أظهرت. ويروى: (تخطيت أبوابا إليها ومعشرا). والأحراس: جمع الحرس. وقوله

(ومعشرا) يريد قومها. يقول. تجاوزت إليها أعداء يتمنون قتلى لو وصلوا إليه. وقال يعقوب بن

السكين: هذا مثل قولك: هو حريص على لو يقتلني. وقال غيره: معنى قوله (لو يسرون مقتلي): هم

حراص على إسرار قتلى، وذلك غير كائن؛ لشرفي ونباهتي وموضعي من قومي. ويقال أسررت

الثوب، إذا شررته وأظهرته. ويسرون حرف من الأضداد، يقال: أسررت الشيء، إذا أخفيته؛

وأسررته، إذا أظهرته. قال الله عز وجل: (وأسَرُّوا النَّجْوَى الذين ظَلَموا)، معناه: وأظهروا النجوى.

ذكر ذلك أبو عبيدة. واحتج بقول الشاعر:

ولما رأى الحجاجَ جرَّدَ سيفَه ... أسرَّ الحروريُّ الذي كان أضْمَرا

معناه أظهر الحروري. وقال أبو عبيدة في قول الله عز ذكره: (وأسَرُّوا النَّدامةَ لمَّا رأوُا العَذَاب):

معناه: وأظهروا الندامة. وكان الفراء يذهب إلى أن المعنى وأخفوا الندامة من السفلة الذين أضلوهم.

والأحراس منصوبون بتجاوزت، وواحدهم حرس، واليها صلة تجاوزت، والمعشر منسوق على

الأحراس. والمعشر جمع لا واحد له من لفظه، وكذلك النفر

<<  <   >  >>