للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والوشاح: خرز يعمل من كل لون. والمفصل: الذي فصل بالزبرجد. وأثناء الوشاح: نواحيه

ومنقطعه، وواحد الأثناء ثنْى وثنِى وثَنىً، وواحد آلاء الله سبحانه وتعالى إلى وإلاً وألاً، وواحد آناء

الليل إنى وإناً وأناً. قال الشاعر:

حُلْوٌ ومُرّ كَعَطْف القِدحِ مِرَّتُه ... في كلِّ إنْىٍ قَضاهُ الله يَنتعِلُ

وقال الآخر:

أبيضُ لا يرهب الهُزالَ ولا ... يقطع رِحماً ولا يَخُونُ إلاَ

وأنكر قوم (إذا ما الثريا في السماء تعرضت) وقالوا: الثريا لا تعرض لها. ويحكى عن محمد بن

سلام البصري إنه قال: إنما عنى بالثريا الجوزاء، لان الثريا لا تعرض. قال: وقد تفعل العرب مثل

هذا، واحتج بقوله زهير:

فتُنْتَجْ لكم غِلمانَ أشأمَ كلُّهم ... كأحمرِ عادٍ ثم تُرضِع فتَفْطِمِ

قال: أراد كأحمر ثمود، فجعل عادا في موضع ثمود لضرورة الشعر. وقال أبو عمرو: تأخذ الثريا

وسط السماء كما يأخذ الوشاح وسط المرأة.

وإذا وقت، وما صلة للكلام على جهة التوكيد له، والثريا مرتفعة بما في تعرضت، وفي السماء صلة

تعرضت، وتعرض أثناء منصوب على المصدر، وهو مضاف إلى الأثناء، والأثناء مضاف إلى

الوشاح، والمفصل نعت للوشاح.

ويقال معنى قوله: كأثناء الوشاح، إنه شبه اجتماع الكواكب في الثريا ودنو بعضها من بعض

بالوشاح المنظم بالوداع المفصل بينه.

(فجئْتُ وقد نَضَتْ لنَومٍ ثِيابَها ... لَدَى السِّتْرِ إِلاَّ لِبْسَةَ المُتفَضِّلِ)

قوله (وقد نضت لنوم ثيابها) معناه: وقد سلخت ثيابها عنها وألقتها. يقال:

<<  <   >  >>