للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الأصمعي: مالك حيلة، تجيء والناس أحوالي. وقال ابن حبيب: مالك حيلة، معناه لا أقدر أن

أحتال في دفعك عني. وقال غيره: وليس لك حجة في أن تفضحني. وقال آخرون: معناه ليس لك

وجه مجيء إلينا. ومعنى تنجلي تتكشف. والجلية: الأمر البيَّن، ومن ذلك جلوت العروس، معناه

أظهرتها. وجلا القوم عن منازلهم جلاء، معناه انكشفوا وظهروا، قال الله عز وجل: (ولولا أن كتبَ

اللهُ عليهم الجَلاَءَ لعذَّبَهُمْ في الدُّنيا). و (يمين الله) منصوب على مذهب القسم، قال الفراء: هو

منصوب بالجواب، وجواب القسم مالك حيلة، والحيلة مرفوعة باللام. وما جحد لا موضع لها،

والغواية منصوبة بأرى، وما جحد لا موضع لها وإن جحد أيضا، جمع بينها وبين ما لأنها تخالفها في

اللفظ. وخبر أرى ما عاد من تنجلي.

(فقُمْتُ بها أَمْشِى تَجُرُّ وراءَنا ... على إِثْرِنا أَذْيالَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ)

معناه: قمت بها وقد خاصرتها وأخذت بيدها: وهي تجر ذيلها لتعفى الأثر لئلا يستدل علينا. ويروى:

(خرجت بها أمشي)، أي خرجت بها من البيوت لنخلو. و (المرط): كساء من خز أو غيره، ويقال

هو ثوب من مر عزى. و (المرحل): ضرب من البرود، ويقال لو شيه الترحيل، وقد رحلت ترحيلا.

ويقال المرحل: المعلم بأعلام كالرحال. والمسهم: المعلم بأعلام تشبه أفاويق السهام. وأنشد الأصمعي:

فظَلَّتْ تعفِّى بالرداء مكانَنا ... وتَلقُط وَدْعاً من جُمان محطَّمِ

وقال غيره: هذا مثل قول الآخر:

تُعَفِّى بذَيل المِرْط إذْ جئتُ مَوْدِقي

<<  <   >  >>