للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الله عز وجل: (ثمَّ يَجعلُه رُكاماً)، أي متراكما بعضه على بعض. و (القفاف): جمع قف، وهو

ما غلظ من الأرض وارتفع. وقال بعض أهل اللغة: لا يجوز: (انتحى بنا بطن خبت) لأن الخبت

المستوى من الأرض ولا يكون فيه ركام، والحقف يكون وسط الرمل. ويروى: (وانتحى بنما ثنى

رمل ذي قفاف). و (العقنقل): المنعقد الداخل بعضه فوق بعض. وعقنقل الضب: بطنه المنعقد. يقال

في مثل من الأمثال: (أطعم أخاك من عقنقل الضب) يضرب هذا المثل عند الخصوصية يخص بها

الإنسان. وعقنقله: كشيته وبيضه. والكشية: شحمة من أصل حلقه إلى رفغه. وجمع الكشية كشى. قال

الشاعر:

إنكَ لو ذُقْتَ الكشى بالأكبادْ ... لم ترسل الضَّبَّةَ أعداءَ الوَادْ

ولما وقت فيها طرف من الجزاء، والساحة منصوبة بأجزنا، وهي مضافة إلى الحي. وقال أبو

عبيدة: وانتحى نسق على أجزنا. وجواب فلما أجزنا (هصرت بفودي رأسها). وقال غيره: وانتحى

جواب فلما، والواو مقحمة لمعنى التعجب، وإنما تقحم الواو مع لما، وحتى إذا، قال الله عز وجل:

(فلمَّا أسْلَمَا وتَلَّهُ للجبِينِ ونادَيْناهُ أن يا إبراهيم) معناه ناديناه، فأقحم الواو. وقال عز وجل: (حَتَّى إذَا

فُتِحَتْ يَأجوجُ ومَأجوجُ وهُمْ من كل حَدَب يَنْسِلُون. واقْتَرَبَ)، معناه اقترب، فاقتحم الواو على

الجواب. وقال عز وجل: (حتى إذا جاءوها وفُتِحتْ أبْوابُها)، أراد: فتحت أبوابها، فاقتحم الواو.

وأنشد الفراء:

حتى إذا قَمِلتْ بطونكُم ... ورأيتُم أبناءَكم شَبُّوا

وقَلبْتُمُ بظنَ المِجَنِّ لنا ... إنّ اللئيمَ العاجز الخَبُّ

<<  <   >  >>