للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

معناه قلبتم، فأقحم الواو. وقال أبو عبيدة: الواو في هذه الأبيات واو نسق، والجواب محذوف لعلم

المخاطبين به. وقال عبد مناف بن ربع، في آخر قصيدة له:

حتَّى إذا أسلَموهم في قُتَائِدةٍ ... شَلاًّ كما تَطُرد الجَمَّالةُ الشرُدا

فحذف جواب حتى إذا. واحتج بقول امرئ القيس:

ألاَ يا عينُ بكِّى لي شَنِينَا ... وبَكِّى للمُلوكِ الذَّاهبِينا

ملوك من بني حُجْر بن عمروٍ ... يُسَاقُونَ العشيّةَ يُقَتلونا

فلو في يومِ مَعركةٍ أصِيبوا ... ولكنْ في ديار بني مَرِينا

أراد: فلو كان في يوم معركة أصيبوا لكان أسهل، فحذف الجواب. واحتج بقول الأخطل في آخر

قصيدة له:

خلا أن حيّاً من قريش تكرَّموا ... على الناس أو أن الأكارمَ نَهْشلا

أراد: فعلوا كذا، فحذف خبر أنَّ، اتكالا على علم المخاطبين به.

(مَددْتُ بُغصْنَيْ دَومَةٍ فتمايَلَتْ ... عَلَّى هَضيمَ الكَشْحِ رَيَّا المخَلْخَلِ)

ويروى: (إذا قلت هاتى نوليني تمايلت). فمعنى هاتى أعطيني نوالك، أي أصيري إلى وصالك

وأفضلي علىَّ به.

ويقال للرجل: هات يا رجل، فعلامة الجزم فيه سقوط الياء، وهو على مثال قاض يا رجل. وتقول

للاثنين: هاتيا يا رجلان، وللجميع: هاتوا، وللمرأة: هاتي يا امرأة، وللمرأتين: هاتيا يا امرأتان،

وللنسوة: هاتين يا نسوة. وإذا قال رجل لرجل: هات يا رجل، فأراد أن يقول له لا أفعل قال: لا

أهاتي.

<<  <   >  >>