للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قلت: إن الله أعطى من ذلك خيرًا كثيرًا؟

قال: أي لكع، والله إني لأرجو لك على حبهما ما أرجو لك على التوحيد» (١).

وقال الإمام الطحاوي: «ونحب أصحاب رسول الله ولا نفرط في حب أحدٍ منهم، ولا نتبرأ من أحدٍ منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ» (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والسنة محبة عثمان وعلي جميعًا، وتقديم أبي بكر وعمر عليهما؛ » (٣).

وقال مُبينًا ضابط المحبة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة: «والمحبة الصحيحة: أن يحب العبد ذلك المحبوب على ما هو عليه في نفس الأمر، فلو اعتقد رجلٌ في بعض الصالحين أنه نبي من الأنبياء، أو أنه من السابقين الأولين فأحبه؛ لكان قد أحب ما لا حقيقة له؛ لأنه أحب ذلك الشخص بناءً على أنه موصوفٌ بتلك الصفة وهي باطلةٌ، فقد أحب معدومًا لا موجودًا، كمن تزوج امرأة توهم أنها عظيمة المال والجمال والدين والحسب؛ فأحبها، ثم تبين له أنها دون ما ظنه بكثيرٍ؛ فلا ريب أن حبه ينقص بحسب نقص اعتقاده؛ إذ الحكم إذا ثبت لعلة زال بزوالها.


(١) المصدر السابق (٧/ ١٢٤٥).
(٢) العقيدة الطحاوية مع شرحها لابن أبي العز (ص ٦٨٩).
(٣) مجموع الفتاوى (٣/ ٤٠٨).

<<  <   >  >>