للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إلى أن قال: وهكذا من أحب الصحابة والتابعين والصالحين معتقدًا فيهم الباطل كانت محبته لذلك الباطل باطلةٌ، ومحبة الرافضة لعلي من هذا الباب؛ فإنهم يحبون ما لم يوجد وهو الإمام المعصوم المنصوص على إمامته الذي لا إمام بعد النبي إلا هو، الذي كان يعتقد أن أبا بكر وعمر ظالمان معتديان، أو كافران.

فإذا تبين لهم يوم القيامة أن عليًّا لم يكن أفضل من واحدٍ من هؤلاء، إنما غايته أن يكون قريبًا من أحدهم، وأنه كان مقرًّا بإمامتهم وفضلهم، ولم يكن معصومًا لا هو ولا هم، ولا كان منصوصًا على إمامته؛ تبين لهم أنهم لم يكونوا يحبون عليًّا، بل هم من أعظم الناس بغضًا لعلي في الحقيقة» (١).

وينبغي أن يعلم أن من لوازم المحبة الصادقة لصحابة النبي التي كان عليها السلف الصالح:

١ - الدعاء لهم والترحم عليهم، كما قال تعالى بعد ثنائه على المهاجرين والأنصار في سورة الحشر: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: ١٠].

٢ - نشر فضائلهم بين الناس والكف عن ذكر ما فيه انتقاص لهم.

قال الإمام أبو نعيم في الإمامة: «فالإمساك عن ذكر أصحاب رسول الله وذكر زللهم ونشر محاسنهم ومناقبهم وصرف أمورهم إلى أجمل الوجوه


(١) منهاج السنة النبوية (٤/ ٢٩٣ - ٢٩٦).

<<  <   >  >>