للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن فرقهم المشهورة والتي هي أعظم خطرًا من غيرها: الباطنية.

وحكى أصحاب المقالات أن الذين أسسوا دعوة الباطنية جماعة، منهم: ميمون بن ديصان القداح.

وقد ذكر المحققون أن ميمون القداح كان يهوديًّا متعصبًا لليهودية (١).

وهذه الطائفة لها عدة أسماء تداولها الناس على اختلاف الأعصار والأزمنة، ومن أسمائهم: القرامطة، والخرمية، والإسماعيلية، والسبعية، والبابكية وغيرها على ما ذكره الغزالي في فضائح الباطنية (٢).

وحقيقة معتقد هؤلاء كما وصفه الغزالي: «أنه مذهب ظاهره الرفض، وباطنه الكفر المحض» (٣).

وقال: «اتفقت أقاويل نقلة المقالات من غير تردد أنهم قائلون بإلهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان» (٤).

وذكر من عقيدتهم في النبوات: أن المنقول عنهم في هذا هو قريب من قول الفلاسفة، وهو أن النبي عبارة عن شخصٍ فاضت عليه العلوم.

وأما عقيدتهم في الإمامة؛ فقد اتفقوا على أنه لابد في كل عصرٍ من إمامٍ معصومٍ يرجع إليه في تأويل الظواهر والمشكلات، حيث زعموا أن للقرآن


(١) انظر: المصدر السابق (ص ٢٨٢ - ٢٨٤)، وكشف أسرار الباطنية لمحمد بن مالك (ص ١٧).
(٢) انظر: فضائح الباطنية (ص ١١).
(٣) فضائح الباطنية (ص ٣٧).
(٤) المصدر نفسه (ص ٣٨).

<<  <   >  >>