للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العراقيل في طريقه، أو نكفه عن العمل الذي منحناه فيه حرية التصرف، وقد نرى من الحكمة أن نملي له، ليصلح من تصرفه ويقوِّم من سلوكه، حتى يجتاز الامتحان بنجاح، وعملنا هذا لا شيء فيه من التناقض، بل هو من مقتضيات الحكمة التي تقتضيها ظروف الامتحان الأمثل.

(٦)

بعد أن صنع (د. العظم) التزييف الذي أراده، واستند إلى المفاهيم الجبري والباطنية الباطلة الفاسدة، ووضع المقدمات التي أقامها على الكذب والمغالطة، انتهى إلى شتيمة الخالق جلَّ وعلا، ووصفه بالمكر والمخادع والاستهزاء، وفق الصور والمفاهيم القبيحة التي لا تليق بالمخلوق فضلاً عن الخالق، وتلاعب بمفاهيم النصوص الواردة في هذا المجال وفق خطته التي عرفناها في كل جدلياته ومغالطاته.

وفي الرد عليه أكتفي هنا بعرض المفاهيم الإسلامية الصحيحة ليظهر منها فساد كل ما انتهى إليه، وفساد كل ما استند إليه.

لقد استشهد بطائفة من النصوص القرآنية وفسرها على ما يهوى، تفسيراً مخالفاً لدلالتها الحقيقية.

فمن النصوص التي استشهد بها قول الله تعالى في سورة (آل عمران/٣ مصحف/٨٩ نزول) :

{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}

وقول الله تعالى في سورة (الأنفال/٨ مصحف/٨٨ نزول) :

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}

وقول الله تعالى في سورة (يونس/١٠ مصحف/٥١ نزول) :

<<  <   >  >>