المرتبة الثالثة: هو ما كان من جهة أولاده رضي الله عنهم من الثناء الجميل والذكر الحسن. ونحن ننقل الروايات التي نقلها العلماء عنهم على الصحة، وجملتها تسع.
الأولى حال الحسن والحسين رضي الله عنهما. والمنقول من حالهما كحال أمير المؤمنين رضي الله عنه في الموالاة وإظهار القول الجميل. ولم يرو أحد من [أهل] النقل عنهما طعنا ولا لعنا ولا فسقا ولا كفرا ولا شينا، بل السيرة الحسنة.
ولقد روي أن عمر رضي الله عنه لما وضع الديوان وفرض لكل من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم نصيبا في بيت المال وفرض للحسن والحسين رضي الله عنهما ألوفا من بيت المال، ثم فرض لعبد الله بن عمر أقل من نصيبهما، فأتى إلى أبيه فقال: لم فرضت نصيبي دون حقهما؟ فقال له عمر: ائتني بجد مثل جدهما وبأب مثل أبيهما وبأم مثل أمهما وبعم مثل عمهما، فسكت عبد الله وانصرف. فدل ما ذكره على تعظيم كل أحد منهم لصاحبه واعترافه بحقه.