للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومشركي الجزيرة الذين حاجوا خاتم النبيين ورسول الله إلى العالمين صلى الله عليه وسلم في دعوته , وعارضوه فأمر أن يخاطبهم:

{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} (١).

وأمر المؤمنين عامة أن يعرضوا عن الجهال بقوله:

{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً} (٢).

والآيات في هذه المعاني لا تعد ولا تحصى.

ومثل ذلك وردت أحاديث كثيرة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدح العلم والتحريض على اكتسابه , والثناء على العلماء , وذم الجهل وأهله , فقال عليه الصلاة والسلام:

((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا , سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)) (٣).

وقال صلى الله عليه وسلم:

((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد , ولكن يقبض العلم بقبض العلماء , حتى إذا لم يبقَ عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالا , فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا)) (٤).

وقال:

((من دل على خير , فله مثل أجر فاعله)) (٥).

والحديث المشهور:

((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا , سهل الله به طريقًا من طرق الجنة. وإن الملائكة لتضع أجنحتها لرضًى لطالب العلم. وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء. وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الأنبياء. وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا , وإنما ورِّثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) (٦).


(١) سورة الزمر الآية ٦٤.
(٢) سورة الفرقان الآية ٦٣.
(٣) رواه مسلم.
(٤) متفق عليه.
(٥) رواه مسلم.
(٦) رواه أحمد والترمزي وأبو داود وابن ماجه والدارمي.

<<  <   >  >>