للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عليها من المتصوفة.

ورواية أخرى رواها الجعلي الفضلي عن صوفي سوداني أنه كان " يرد المطلقة ثلاثًا من غير زوج ينكحها , وكان الشيخ عبد القادر ابن الشيخ إدريس ينكر عليه في ذلك , ويقول له: جميع الناس تسويهم أولاد الزنا. فيقول له:

متى ما أنكر عليه: اسأل أمك. فسأل أمه طاهرة عن ذلك, فقالت: أبوك طلقني ثلاثًا , مكثت عزبة ثماني سنين , فردّني له , فحملت بك. فقال له الشيخ: يا عبد القادر , رجعنا لك " (١).

وذكر الجعلي هذا واحدًا من مشايخه ومتصوفيه محمد الحميم بن عبد الصادق أنه تزوج من تسعين امرأة , وجمع بين العشرات , كما جمع بين بنات الشيخ بان النقا , وبين بنات أبي لدودة اثنتين اثنتين , فأنكر عليه القاضي , وقال له: يا شيخ محمد , خمست , وسدست , وعشرت حتى جمعت الآن بين أختين, تخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟! فقال له: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لي بذلك ... فقال له القاضي: جميع هذه الأنكحة فسختها , فدعا عليه وقال له: الله يفسخ جلدك. فمرض القاضي, وانفسخ جلده ... وقال في رده أبياتًا منها:

فإن كنت يا قاضي قرأت مذاهبًا ... فلم تدرك يا قاضي رموز مذاهبنا

فمذهبكم نصلح به بعض ديننا ... ومذهبنا يعجم عليكم إذا قلنا

قطعنا البحار الزاخرات وراعنا ... فلم يدر الفقهاء أين توجهنا

حللنا بواد عندنا اسمه الفضا ... فضاق بنا الوادي ونحن ما ضقنا

حللنا بقرب القاب روحًا من الدنا ... عجنا شموسًا أخجلت شمس نورنا (٢)

ومثل ذلك رووا عن عبد الرحمن الجامي الصوفي الخراساني الفارسي المشهور انه قدم سيف الدين أحمد ومعه جملة من المدرسين , فعمل لهم الضيافة , ثم أقام لهم الغناء والرقص , فقال بعض الحاضرين للشيخ:


(١) كتاب ((الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين)) للجعلي الفضلي ص١٠٣ ط المكتبة الثقافية بيروت لبنان.
(٢) أيضا ص ١٥٠ - ١٥١.

<<  <   >  >>