للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن تلك الآداب ما ذكرها عبد السلام الأسمر في وصيته فيقول:

" أخواني: تأدبوا معها أي حضرة السماع وأحسنوها واخشعوا فيها كما تخشعون في الصلاة اللهم إلا إذا نزل بكم أمر غالب من وجد أو شوق أو ذوق أو حال أو جدب. فإذا أغمي على أحد منكم في الحضرة فقد سقط عليه التكليف فسقطوا له , وإذا شق بكم من ضرب أو مزاحمة أو صراخ يفسد عليكم ذكركم أو صوت قوي يخلط عليكم أو يشتتكم أو يضرّبكم ضرراً فأخرجوه من الحلقة برفق ولين ولا تضروه ولا تنازعوه ولا تهددوه ولا تفتحوا عليه , ولو غير الاسم الأعظم ولو كان يقول خا خاخا أو حاحاحا أو لالالا أو هاهاها أو كاكاكا أو فافافا أو أي حرف من الحروف الهجائية. فإذا لم يشق بكم ولا يضرّ بكم فلا تخرجوه من الحضرة إلى أن يشبع واجعلوه في وسطها وأحسنوا له الذكر وصوتوا فيه بالقوة إلى أن يلقي على الأرض أو يطيب. فإذا سقط على وجه الأرض فانقلوه بظرافة وتلقوه حين سقوطه على الأرض لئلا يتضرّر جسده.

إخواني: فاخرجوه بينكم بأدب وظرافة وألقوه على الأرض النظيفة واطرحوه عليها وغطوه بالإزار إلى أن يفيق ويرجع على ما كان عليه.

إخواني: وغمضوا أعينكم في الحضرة ولا يلتفت منكم أحد , وأحفظوا الحلقة لئلا يدخلكم الجان , وحفظ الحلقة هو الفاهق الذي هو في دائرة الحضرة ما بين الرجل والرجل ولا يدخل في وسط الحضرة منكم أحد إلا من غلب عليه , ما ذكرناه من جذب ونحوه.

إخواني: ومن أصابه الضراط فليخرج منها ويقضيه ويرجع إلى الحضرة " (١).

ولم يكتف بهذا بل صرح بأشياء أخرى , فيها إهانات وخرافات , فيقول:

" وعند إنشاد كلامي إياكم والعبث والسخرية وكذلك حين الذكر والإنشاد وحين تنشدون كلامي فإن روحي تحضر بين أيديكم سواء حياً أو ميتاً.

إخواني: وحين ينشد أحدكم كلامي فأنصتوا له واستمعوا وحضروا قلوبكم معه وتأملوه.


(١) الوصية الكبرى السلام الأسمر ص ٥٠ ط مكتبة النجاح طرابلس ليبيا.

<<  <   >  >>