للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إخواني: وعند قولكم لكلامي فلا تتحدثوا ولا تعيشوا وأخشوا فيه فإن روحي بين أيديكم ومعها ملكان صالحان.

إخواني: ولا تقطعوا كلامي وأتقنوه وأحسنوه واحفظوه حفظاً فائقاً.

إخواني: وإذا قلتم من كلامي قصيدة فلا تبطلوا في أثنائها إلى أن تتموها ولا نظروا , ولا تبتروها ولا تقطعوها ولو سمعتم الأذان المهم إلا إذا كنتم تشوشون على المؤذن أو تخلطوا عليه الآذان فأتموا سراً.

إخواني: من لا يهزه إنشادي ودفي فقد تغلظ طبعه وفسد مزاجه وفيه نزعة يهودية " (١).

وحكى القشيري عن الجنيد أنه قال:

" السماع يحتاج إلى ثلاثة أشياء: الزمان والمكان والأخوان " (٢).

وقال الكمشخانوي:

" آداب الحضرة ثلاثة: دوام النظر , وإلقاء السمع , والتوطين لما يرد من الحكم " (٣).

وقد أطال الغزالي في ذكر آداب السماع:

" الأول: مراعاة الزمان والمكان والإخوان: قال الجنيد: السماع يحتاج إلى ثلاثة أشياء وإلا فلا تسمع: الزمان والمكان والإخوان. ومعناه أن الإشتغال به في وقت حضور طعام أو حصام أو صلاة أو صارف من الصوارف مع اضطراب القلب لا فائدة فيه فهذا معنى مراعاة الزمان فيراعي حالة فراغ القلب له. وإما المكان: فقد يكون شارعاً مطروقاً أو موضعاً كريه الصورة أو فيه سبب يشغل القلب فيجتنب ذلك. وإما الإخوان: فسببه أنه إذا حضر غير الجنس من منكر السماع متزهد الظاهر مفلس من لطائف القلوب كان مستقلا في المجلس واشتغل القلب به ...

الأدب الثاني: هو نظر الحاضرين أن الشيخ إذا كان حوله مريدون يضرهم السماع


(١) أيضاً ص ٥٢ , ٥٣.
(٢) الرسالة القشيرية ج ٢ ص ٦٤٥.
(٣) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص ٤٠.

<<  <   >  >>