للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قصد , أو كان عن قصد لأجل الصور التي كانت فيه: وهذا من الشديد في حق الشارع عن المنهيات كما أمر يكسر الدنان في الخمور فإن أدعى مخرق ثيابه أنه غائب قلنا الشيطان غيبك لأنك لو كنت مع الحق لحفظك فإن الحق لا يفسد " (١).

وليس تمزيق الثياب فقط , بل القرآن الكريم أيضاً - وعياذاً بالله - كما نقل الجعلي الفضلي عن الصوفي السوداني مكي الدقلاشي " كان ولياً من أولياء الله تعالى وسافر إلى بلده وسلك الناس الطريق وأرشدهم , وظهرت على يديه الكرامات وخوارق العادات , جاء لزيارة شيخه فلم يجد المركب فمشى هو وجيرانه على الماء حتى خرجوا إلى الشاطئ الشرقي أبي حراز وظلم جيرانه رجل أسمه أزرق من جماعة شيخ أليس أدلى سنار ودخل في مسجد الملك قائمة عليه الحالة فمزّق مصحفاً وجده في طاقة فدخل الخطيب والقاضي على الملك فسألهما عن ذلك , فقالا له: رجل مجذوب , وحين سأله الملك عن ذلك قال شعراً:

أما من يوم قمت سموني الهائم ... مأذوناً لي لب أب جنا قائم

يا كاشر جيب الصلطية ... نطعن بها أهل الجبرية

وأومأ إلى الملك بإصبعه فزاغ , فقال لأصحابه: إن كان ما زغت فإن إصبعه يقدّ رأسي , قال الناس: هذا مكي الدقلاشي ظلمة زول لشيخ أليس , فأرسل الملك لشيخ أليس بردّ مظلمته وأهداه " (٢).

فهذه هي بدعات المتصوفة الشنيعة ومحدثاتهم القبيحة التي لزمتهم , وبها عرفوا وميّزوا عن الآخرين , ولبسئ ما ميزوا وخصوا بها , وامتازوا عن المؤمنين الذين {إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (٣).

{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} (٤).


(١) أنظر تلبيس إبليس لابن الجوزي ص ٢٥٢ , ٢٥٣ ط ... دار القلم بيروت.
(٢) كتاب الطبقات للجعلي الفضلي ص ١٥٧.
(٣) سورة الأنفال الآية ٢.
(٤) سورة مريم الآية ٥٨.

<<  <   >  >>