للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وابن الحاج التلمساني المغربي المتوفى ٧٣٧هـ قد ذكر خواص بعض أسماء الله الحسني في كتابه " شموس الأنوار " , وذكر شروطاً وطرقاً , آداباً وسنناً , أنواراً وأسراراً , علوماً وتصرفات , نتائج وثمرات , وحكماً وإشارات من عند نفسه , لا يقوم لها برهان من الكتاب والسنة , فيقول:

(أسمه تعالى الله الحي القيوم) من داوم على ذكره كل يوم عدد الأعداد الواقعة عليه إلى أن يغلب عليه منه حال الأسماء بعد الطهارة الكاملة والشروط التي منها , الأول من الشروط أن يكون الإنسان في خلوة بعيدة عن العمارة , الثاني أن يكون لباسه حلالاً. الثالث أن يكون طعامه حلالاً. الرابع أن يكون صائماً. الخامس أن لا يأكل إلا قليلاً من الطعام فإن حاد عن هذا النمط فسد. السادس أن يغتسل كل يوم. السابع أن لا يأكل ما فيه روح. الثامن أن لا ينام إلا عن غلبة. التاسع أن لا يشتغل إلا بذلك. العاشر أن لا يجلس إلا على حصى أو تراب وهو مستقبل القبلة. الحادي عشر أن يكون خاضع الرأس. الثاني عشر أن ينوي العبودية لله ولا ينوي بها كشف الحجاب. الثالث عشر مهما انتقض وضوؤه أعاده. الرابع عشر إن وجد أن يبخر كل ليلة جمعة أو ليلة الإثنين أو يوم الخميس بالبخور الطيب وكذلك يوم الإثنين ويوم الجمعة عند الزوال فإن الأرواح العلوية الذين يردون عليه يحبون الرائحة الطيبة. الخامس عشر أن لا يتكلم مع أحد في تلك المدة. السادس عشر أن يباشر كل ما يحتاجه بيده. السابع عشر أن يكثر من البكاء والندامة. الثامن عشر أن لا يلبس ثياباً رفيعة في تلك المدة. التاسع عشر أن يكون لباسه أبيض لا سواد فيه , وفي عشرين أن يكون على يقين أن الله تعالى يستجيب له فأعرف قدر هذه الشروط فإنك لا تجنيها من ديوان ولا من أحد من الأعيان - وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب - ولنرجع إلى ما نحن بسيله من الأسماء أعني إسم الجلالة وهو اسمه تعالى الحيّ القيوم إذا وصل المسالك بهذه الأسماء المقامات العلية في الحال وامتزج الذكر مع عوالمه الحسية سمع الهواتف يخاطبونه من كل جهة بكل لغة عجيبة وأقوال قدسية لحينئذ يترك اسمين من هذا الذكر ويبقى ذاكراً ليلاً ونهاراً اسمه تعالى القيوم فقط ثم يذهب عنه

<<  <   >  >>