النوم وهو في سلوكه قد امتدّ بالقوة الصمدانية فإنه يسمع الهاتف الرباني يخاطبه بقوله فامنن أو أمسك بغير حساب ثم تتقدم بين يديه الأكوان قائلة له نحن بأمر الله عند أمرك فافعل بنا ما شئت وخذت ما شئت فهذا المقام مقام القطب الفرد الذي به يرزق الله ويعطي ويمنح لأهل الدنيا وقد يمتد من أنواره وعلومه الوتد الذي هو قائم بإقليم من أقاليم الدنيا فأعرف قدر هذه الأسماء فلا شك أنها أسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
[فصل أسمه تعالى القدوس] من داوم عليه بالشروط المتقدمة إلى أن يغلب عليه منه حال شاهد أنواراً تخرج من فيه وسمع صرير القلم وفهم لغة العالم العلوي وهو مقام الأوتاد من أهل الدائرة الربانية فإذا شاهد هذه الحالة فليقطع ذلك الذكر وليشرع في أسم الجلالة وهو الله الله فإنه يثبت في تلك المرتبة.
[فصل أسمه تعالى السريع] من داوم عليه بالشروط المعلومة إلى أن يغلب عليه حال شاهد عالم الملكوت وكان مجاب الدعوة في كل أمر يحضر له وكشف له عن عالم الروحانية فيسألهم عن كلّ خير يريده.
[فصل في أسمه تعالى الوهاب] من داوم عليه كما رسمناه في أول الكتاب إلى أن يغلب عليه حال خدمته الروحانية وملوك الجن وتبعته الدنيا بحذافيرها وهو مقام العطاء فليعامل خلقه بهذه الصفة ولا يحتقر وضيعهم ولا رفيعهم وهذه المرتبة مقام النجباء أهل الكمال.
[فصل في اسمه تعالى الجواد] من داوم عليه إلى أن يغلب عليه من حال انفعلت له المكونات بأسرها ثم يتشكل بكل رهط أراد فإنه مقام البدلاء ولا يفتر عن ذلك الذكر إلى أن يأتيه اليقين.
[فصل اسمه تعالى الكافي المغني] من داوم عليهما بلا فتور إلى أن يغلب عليه منهما حال وامتزجت الأذكار مع عوالمه الحسية شاهد حسن الألوهية حتى إنه لو حبس السالك التراب بيده وذكر عليه تلك الأذكار صار ذهباً في أسرع وقت وهو مقام الأخيار من أهل الدائرة.