[فصل اسمه تعالى ذو الجلال والإكرام] من داوم عليه بالشروط المتقدّمة إلى أن يصير مغلوباً في الحال وامتزج الإسم الأعظم من عوالمه الحسية شاهد أسراراً لا يمكن التعبير عن ماهيتها حتى إن صاحبه إذا أراد أمراً من ألأمور يكون في أسرع وقت ولولا مخافة أن يقع هذا الكتاب في يد من لا يستحقه من أهل الضلالة والمعصية لتكلمت على هذا الاسم وجعلت خواصه وفوائده كلها مرسومة هنا لينتفع بها كل داخل وارد لهذا الكتاب فهو الاسم الأعظم الذي به السفينة تجري والطيور تجيبك فإن دعوتها حضرت بين يديك وكذلك كل مكوّن من المكونات.
[فصل اسمه تعالى الخبير] من داوم عليه بالشروط المذكورة إلى أن يمتزج الذكر مع عوالمه صار صاحب كشف إيماني وأخبر بما في الظاهر والباطن وكذا الذكر يليق بأهل المكاشفة من أهل الله.
[فصل اسمه تعالى العزيز] من داوم عليه بالشروط المذكورة إلى أن يغلب عليه حال منه تسخر له العالم العلوي والسفلي وجمع الله شمله بما يريد حتى إن ذاكره لو أراد أن يشير إلى جبل لانفتح أو حائط كذلك وهو الذكر النقباء من أهل الدائرة.
[فصل اسمه تعالى المقتدر القادر] إذا داوم عليهما السالك بعلو همة على الشروط المعدودة إلى أن يغلب عليه منهما حال قلّده الله بثوب الغلبة والنقمة حتى إنه لو نظر إلى طير في جو السماء بأقلّ نظرة كأنه مرمي بسهم أو قرب إليه أحد من الخلق بضر أخذ لوقته وهذا الذكر هو لأرباب القبض من أهل الدائرة فافهم.
[فصل اسمه تعالى الكبير] من داوم عليه بالشروط المذكورة إلى أن يغلب عليه منه حال ارتقى في درجة الخلافة الربانية المعلومة لأهل الحضرة الصمدانية , وقد أتيت هنا في هذا الباب بفتح رباني فعليك أيها الراغب بالإجتهاد (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) " (١).
ومثل ذلك ذكر الوزير لسان الدين بن الخطيب في روضته طرق التقرب إلى أسماء الله الحسنى وشروط التقرب وآدابه وأسرار هذه الأسماء , فيقول:
(١) شموس الأنوار وكنوز الأسرار لابن الحاج التلمساني ص ١٢٨ وما بعد ط مصطفى البابي ١٣٥٧ هـ.