للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وعلى هذا الجبل ارتقى منازل، وتخطّى مراتب حيث "نبع له عين تجري بماء عذب.

ثم بدأت الملائكة تحفّ بأبي الحسن، بعضها يسأله فيجيبه.

وبعضها يسير معه.

ثم تأتيه أرواح الأولياء زرافات ووحداناً تحفّ بأبي الحسن وتتبرك به (١).

وبعد تجاوز هذه المراتب كلها التي أهّلته لأن يخاطب الرب بدون واسطة ولا ملك، كلّمه الرب تبارك وتعالى حسب قول ذلك الدكتور، فقال له:

"يا علي، اهبط إلى الناس ينتفعوا بك.

فقلت:

يا رب أقلني من الناس فلا طاقة لي بمخاطبتهم.

فقيل لي:

انزل فقد أصحبناك السلامة، ودفعنا عنك الملامة.

فقلت:

تكلني إلى الناس آكل من دريهماتهم.

فقيل لي:

انفق علي، وأنا الملي، إن شئت من الجيب وإن شئت من الغيب.

ونزل الشاذلي رضي الله عنه من على الجبل ليغادر شاذلة، ويستقبل مرحلة جديدة، فقد انتهت المرحلة الأولى التي رسمها له شيخه.

وقبل أن نغادر معه شاذلة إلى رحلته الجديدة نذكر ما حكاه رضي الله عنه فيما يتعلق بنسبه إلى شاذلة، قال:

قلت يا رب لم سميتني بالشاذلي، ولست بشاذلي.

فقيل لي:

يا علي، ما سميتك بالشاذلي وإنما أنت الشَّاذُّلِي بتشديد الذال المعجمة، يعني: المفرد لخدمتي ومحبتي" (٢).

وقبله قد تكلّم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من داخل حجرته الشريفة كما


(١) بألفاظ عبد الحليم محمود وحروفه انظر ص ٣٣ من كتابه "أبو الحسن الشاذلي" ط دار الكتب الحديثة القاهرة.
(٢) أيضاً ص ٣٥.

<<  <   >  >>