للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قلت: يا أبتاه قد أرتجّ عليّ فقال: افتح فاك ففتحته فتفل فيه ستاً , فقلت له: لم لا تكملها سبعاً؟

فقال: أدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم توارى عني , فقلت: غواص الفكر يغوص في بحر القلب على دور المعارف فيستخرجها على ساحل الصدر فينادي عليها سمسار ترجمان اللسان فتشتري بنفائس أثمان الطاعة في بيوت أذن الله أن ترفع , قالوا: فهذا أول كلام تكلّم به على الناس على الكرسي رضي الله عنه " (١).

ويقول الشعراني وغيره:

" وكان يلبس لباس العلماء ويتطيلس , ويركب البغل , وترفع الغاشية على يديه , ويتكلم على كرسيّ عال , وربما خطى في الهواء خطوات على رؤوس الناس ثم يرجع إلى الكرسي " (٢).

ويقولون: كان يحضر مجالسه خلق كثير , وربما حضر المجلس نحو من سبعين ألفاً (٣).

حتى الأولياء والملائكة كما نقلوا أنه إذا صعد الكرسي فقال: الحمد لله أنصت له كل وليّ في الأرض سواء كان حاضراً بمجلسه أو غائباً عنه , وكذلك يكررها ويسكت بعدها.

وإن الأولياء والملائكة ليزدحمون في مجلسه , وإن الرحمة لتصبّ على حاضريه صبّا " (٤).

والخضر أيضاً كما رووا:

" وكان الشيخ يتكلّم يوماً على الناس , فخطا في الهواء خطوات , وقال: يا إسرائيلي قف , فاسمع كلام المحمدي , ثم رجع إلى مكانه فقيل له في ذلك , فقال: مرّ أبو العباس


(١) أنظر الفتح المبين ص ١٠١ , أيضاً قلائد الجواهر ص ١٣ , أيضاً بهجة الأسرار ص ٢٦.
(٢) الطبقات الكبرى للشعراني ج١ ص ١٢٦ , قلائد الجواهر ص ١٣.
(٣) قلائد الجواهر لابن التادفي ص ١٣.
(٤) أخبار الأخيار لعبد الحق الدهلوي ص ٣٨ ترجمة أردية من الفارسية ط كراتشي باكستان.

<<  <   >  >>