للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويعلم الأذكياء ما الذي يدل عليه هذا الإختلاف.

وبدأ يدرس في بغداد " وقصد الأشياخ الأئمة أعلام الهدى وعلماء الأمة , فاشتغل بالقرآن العظيم حتى أتقنه وعم بدرايته سرّه وعلنه , وتفقه على أبي الواء بن عقيل. . . وسمع الحديث من جماعة , منهم: أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني. . . وقرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي , وصحب الشيخ العارف قدوة المحققين , أبا الخير حماد بن مسلم الدباغ , وأخذ عنه علم الطريقة وتأدب به , وأخذ الخرقة الشريفة من يد القاضي أبي سعد المبارك المخزومي " (١).

" وكان شافعي المذهب , فرأى الإمام أحمد بن حنبل يقول له:

أدرك المذهب يا عبد القادر , وكان المذهب الحنبلي قد ضعف في العراق , وكاد يمحى , فانبرى إلى الاشتغال به تعليماً وتأليفاً حتى صار إمام الحنابلة " (٢).

" ثم تصدر للتدريس والفتوى في مدرسة أستاذه أبي سعد المخزومي " (٣).

ثم جلس للوعظ سنة ٥٢١ هـ (٤).

ويذكر ظهير الدين القادري عن عبد الرزاق وعبد الوهاب وغيرهما أنهم قالوا:

" سمعنا الشيخ عبد القادر يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الظهر من يوم الثلاثاء السادس عشر من شوال سنة إحدى وعشرين وخمسمائة , فقال: يا بني لم لا تتكلم؟

فقلت: يا أبتاه أنا رجل أعجمي كيف أتكلّم على فصحاء بغداد , فقال: افتح فاك , ففتحته فتفل فيه سبعاً ثم قال لي: تكلّم على الناس وادع في سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة , فصليت الظهر وجلست وحضرني خلق كثير , فارتجّ عليّ فرأيت علي بن طالب كرّم الله وجهه قائماً بإزائي في المجلس فقال له: يا بنيّ لا تتكلّم.


(١) بهجة الأسرار للشطنوفي ص ١٠٦.
(٢) دائرة المعارف للبستاني مقال الشيخ محمد رشيد رضا ج ١١ ص ٦٢٢.
(٣) بهجة الأسرار ص ١٠٦.
(٤) دائرة المعارف الإسلامية مقال براؤن ج ١٢ ص ٩٢٥ ط باكستان.

<<  <   >  >>