للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكان يقول:

" كانت ترد عليّ الأثقال الكثيرة لو وضعت على الجبال تفسخت , فإذا كثرت عليّ وضعت جنبي على الأرض وقلت: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا , ثم أرفع رأسي وقد انفرجت عني تلك الأثقال , قال: وقال لي: كنت أشتغل بالفقه على المشايخ وأخرج الصحراء ولا آوى بغداد وأجلس في الخراب بالليل والنهار , وكنت ألبس جبة صوف وعلى رأسي خريقة , وكنت أمشي حافياً في الشوك وغيره وأقتات بخرنوب الشوك وقمامة البقل وورق الخس من جانب النهر والشط , وما هالني شيء إلا سلكته , وكنت آخذ نفسي بالمجاهدة حتى طرقني من الله عز وجل طارق وكان يطرقني بالليل والنهار.

وآتى الصحراء فأصرخ وأهج على وجهي , وما كنت أعرف إلا بالتخارس والجنون وحملت إلى البيمارستان , وطرقتني الأحوال حتى متّ , وجاءوا بالكفن والغاسل وجعلوني على المغتسل ليغسلوني ثم سرى عني " (١).

وكذلك " أقمت في صحراء العراق وخرائبه خمساً وعشرين سنة مجرداً سائحاً لا أعرف الخلق ولا يعرفونني , يأتيني طوائف من رجال الغيب والجان , أعلّمهم الطريق إلى الله عز وجل " (٢).

ويقولون: أنه بلغ درجة الولاية وهو ابن عشر سنين كم نقلوا عنه ذلك أنه سئل:

متى علمت أنك ولي لله تعالى؟

قال: كنت وأنا ابن عشر سنين في بلدنا أخرج من داري وأذهب إلى المكتب فأرى الملائكة عليهم السلام تمشي حولي , فإذا وصلت إلى المكتب سمعت الملائكة يقولون:

أفسحوا الطريق لولي الله حتى يجلس " (٣).


(١) قلائد الجواهر ص ١٠ واللفظ له , أخبار الأخيار لعبد الحق الدهلوي ص طبقات الشعراني ج ١ ص ١٢٦ بهجة الأسرار ص ٨٥.
(٢) الطبقات الكبرى للشعراني ج ١ ص ١٢٨ , قلائد الجواهر ص ١٠ , أخبار الأخيار للدهلوي ص ٣٦.
(٣) قلائد الجواهر ص ٩ , أخبار الأخيار لعبد الحق الدهلوي ص ٤٣.

<<  <   >  >>