للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أب وأم ولدوني من أبوي إلى أول أب وأم لي في الإسلام من جهة أبي ومن جهة أمي , من كل ما تناسل منهم من وقتهم إلى أن يموت سيدنا عيسى بن مريم من جميع الذكور والإناث ...

وكل من أحسن إليّ بإحسان حسي أو معنوي من مثقال ذرة فأكثر. . . وكل من لم يعاديني من جميع هؤلاء أما من عاداني أو أبغضني فلا , وكل من والاني واتخذني شيخاً أو أخذ عني ذكراً , وكل من خدمني أو قضى لي حاجة. . . وآبائهم وأمهاتهم وأولادهم وبناتهم وأزواجهم. . . يضمن لي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولجميع هؤلاء أن نموت وكل حي منهم على الإيمان والإسلام. . . ثم قال: كل ما في هذا الكتاب ضمنته لك ضمانة لا تتخلف عنك وعنهم أبداً , إلى أن تكون أنت وجميع من ذكرت في جواري في عليين , وضمنت لك جميع ما طلبته منا ضماناً لا يختلف عليك الوعد فيها والسلام. . . ثم قال: وكل هذا واقع يقظة لا مناماً " (١).

وتطاول التيجاني على أنبياء الله ورسله , ونصب نفسه على درجة الربوبية والألوهية المطلقة حيث قال:

" وليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلاّ أنا وحدي " (٢).

وكيف لا يكون هذا وإنه قطب؟ وما أدراك ما القطب؟ وقد عرّف حقيقة القطبانية حيث قال علي بن حرزام:

" أعلم أن حقيقة القطبانية هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقاً في جميع الوجود جملة وتفصيلاً , حيثما كان الرب إلها كان هو خليفة في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من عليه ألوهية الله تعالى , ثم قيامه بالبرزخية العظمى بين الحق والخلق فلا يصل إلى الخلق شيء كائناً ما كان من الحق إلا بحكم القطب وتوليه ونيابته عن الحق في ذلك , وتوصيله كل قسمة إلى محلها , ثم قيامه في الوجود بروحانية في كل ذرة من ذرات الوجود وجملة وتفصيلاً , فترى الكون كله أشباحاً لا حركة لها وإنما هو الروح القائم


(١) جواهر المعاني ج ١ ص ١٣٠ , ١٣١.
(٢) رماح حزب الرحيم ج ٢ ص ١٤٣ بهامش الجواهر.

<<  <   >  >>