للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

" فيدخل الكفار في هذا الخطاب وينسحب عليه الحكم في هذا المقام بفضل الملك الوهاب. . . فتختص الرؤية المطلقة في كل يوم بمن كان مسلماً سواء كان من الأصحاب أم لا حسب ما هو به في الجواهر , وهذه المقيدة باليومين بما يشمل كل من رآه ولو كان ويقول صاحب " الفتح الرباني ":

" من رآه رضي الله عنه يوم الإثنين أو يوم الجمعة يدخل الجنة بغير حساب ولا عقاب بضمانته صلى الله عليه وسلم , وكذلك من رآه في بقية أيام الجمعة , ولكن يختص رائيه اليومين المذكورين بأن يسعد سعادة لا شقاوة بعدها , يعني أنه لا يراه في هذين اليومين إلا من سبق في علمه تعالى أنه يكون سعيداً ويدخل في ذلك الكافر " (١).

ليست الجنة لمن رآه فحسب من المسلمين والكفار , بل لكل من رأى حلّته أيضاً حسب ذكر عمر بن سعيد الفوطي أنه قال:

" قال شيخنا التيجاني: من رأى هذه الحلّة دخل الجنة , ثم ألبسني إياها " (٢).

ونقلوا عن التيجاني هذا أنه كان يسكن فارس , ومرة أراد الانتقال منها إلى الشام فمنعه عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ملبياً طلب أولياء الغرب كما يذكر سكيرج وغيره من التجانيين أن التيجاني:

" أزمع على الانتقال من فارس وعزم على الارتحال إلى القطر الشامي بجميع ما معه من الأهل والعيال بقصد الاستطيان به. . . فبينما هو رضي الله عنه قد أخذ أهبة السفر ولم يبق له إلا الخروج لهذا الوطن وقد نزل بأصحابه بسبب هذا الأمر من الحيرة والنكد ما يذهل الوالد عن الولد حتى كادت أن تتفتت أكبادهم إذ أشرق عليهم نور غرته , وطلع عليهم بهاء محياه الكريم فبشرهم بما هو الشفاء مما دهاهم , وذلك بأن قال لهم:

إن أولياء الغرب أبو أن يفقدوا من بين ظهرانيهم نوره وسناه فطلبوا سيد الوجود ورغبوا إليه صلى الله عليه وسلم في بقاء وجوده العيني وشخصه المشهود


(١) الفتح الرباني ص ٨٢ , ٨٣.
(٢) رماح حزب الرحيم ج ١ ص ١٨٢.

<<  <   >  >>