للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستعملها انى ومتى شاء، وعندما اعلنت الصحف بنود الدستور صعق الشعب من اعظم مهزلة من مهازل العقل البشري في التاريخ الحديث، حيث يثور شعب للخلاص من ملك يستبد به مناقضا للدستور واذا به يبتلي بفقيه حاكم يستبد به بنص الدستور، وهكذا ادخل الخميني اسمه في الدستور بصفته مرشداأ للثورة والفقيه الذي يحق له حكم البلاد واعطى لنفسه صلاحيات اكثر مما كان الشاه يتمتع بها في الدستور القديم مائة مرة ومرة فاعطى لنفسه الحق في عزل رئيس الجمهورية ونصب الوزراء وعزلهم واختيار المدعي العام ورئيس المحكمة العليا، كما نصب نفسه القائد الاعلى للقوات المسلحة.

لقد كان موقف الزعماء الدينيين من هذا الدستور موقف استنكار واشمئزاز، واعلنوا استنكارهم لهذا الدستور الذي يتناقض وروح الاسلام، وكاد الامام الشريعتمداري ان يقتل على يد زمرة الخميني اثر مخالفته للدستور، وقد افردنا فصلا خاصا سميناه (ولاية الفقيه) ذكرنا فيه تفصيل تلك المؤامرة الكبرى على الإسلام، وموقف الزعماء الروحيين منها في هذا الكتاب.

لقد مهد الدستور الجديد للخميني وزمرته الاستيلاء المطلق على الحكم ولكن الدستور كان ينص ايضا أن يكون للجمهورية الإسلامية رئيسا للجمهورية ينتخبه الشعب، ومجلس شورى ورئيس دولة، وكان لابد من الاستيلاء على تلك المرافق الهامة الاخرى حتى تصبح الدولة كلها في يد الخميني وزمرته، لقد رشح الحزب الجمهوري الاسلامي رجلا اجنبيا يدعى جلال فارسي ليكون رئيسا للجمهورية، ولتأسيس هذا الحزب قصة محزنة سنوردها في محلها، لقد فشل الحزب في اسناد مرشحه لان الشعب عرف بالمؤامرة التي حاكها الحزب ضده، وعرف ان الرجل اجنبي لايحق له ان يتبوأ مقعدا كهذا وانما رشحه الحزب لانه خير مطية يستطيع

<<  <   >  >>