للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بواسطته ان يشد قبضته على البلاد. ودحر الحزب الجمهوري الاسلامي وفقد قواعده بين صفوف الشعب، وانتخب الشعب ابو الحسن بني صدر رغما عن انف الزمرة الحاكمة في الحزب.

غير ان الحزب الجمهوري استغل ضعف بني صدر ووقوف الخميني بجانب الحزب فمهد الطريق للاستيلاء على السلطة عن طريق المجلس النيابي مرة اخرى وشهدت البلاد انتخابات مزورة اسوأ بكثير مما كانت تشهدها في عهد الشاه، ولكن المؤلم المحزن المؤسف ان الذي كان يزور الانتخابات في هذه المرة لم يكن جنرالا من حنرالات الشاه ولا الشاه نفسه بل معمما من زمرة الخميني وبامر الخميني نفسه وعلى يد الشيخ الكني وزير الداخلية استطاع الحزب الجمهوري ان يحتل اكثر المقاعد في البرلمان، وعندما عرف الشعب بتلك المؤامرة الدنيئة خرج متظاهرا يريد ابطال الانتخابات، واعلن رئيس الجمهورية بني صدر انّ من الواجب الانصياع لرغبة الامة المطلقة.

ولكن الخميني ظهر على شاشة التلفزيون ليعلن للشعب ان الانتخابات كانت صحيحة وانها (عصارة الفضيلة الانسانية) على حد تعبيره، واغرب ما في الامر والذي يدل على مسؤولية الخميني الكبيرة في ما حل بالبلاد من خراب ودمار هو انه قبل الانتخابات اعلن للشعب بانه (سيقطع يد من يزور الانتخابات) واذا به يضع كل ثقله بجانب المزورين حتى ينفرد بالسلطة هو وزمرته.

لقد كان واضحا ان الانتخابات اذا ابطلت فان المجلس الجديد لا يمكن ان ينتخب الا بانتخابات حرة وسليمة وبذلك كانت نهاية الحزب الجمهوري وزمرة الخميني، الامر الذي كان يعتبر نهاية النظام الحاكم، وهنا اذكر للتاريخ هذه القصة التي توضح مدى تلاعب الخميني وزمرته

<<  <   >  >>