للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى قصة تاريخية يعرفها العالم ليقارن القارئ الكريم بين اخلاص الزمرة الحاكمة التي تحكم شعب ايران المسلم باسم الاسلام والدين وبين اكبر رئيس دولة استعمارية عرفها العالم وهو وينستون تشرشل الذي وقف في مجلس العموم البريطاني عندما كانت الحرب بين الحلفاء والمحور على اشدها ليقول (ليس عندي ما ادلي به للشعب البريطاني الا العرق والدماء والدموع، وعلى الشعب البريطاني ان يعرف حقيقة المأساة التي تواجهه).

وازاحت الزمرة الخمينية بني صدر من منصبه في قصة يعرفها العالم وبارك الخميني هذا العمل، بل مهد الطريق له عندما عزله من قيادة القوات المسلحة وهرب بني صدر إلى فرنسا واستولت الزمرة على السلطة بصورة مطلقة، وكان سرورها عظيما عندما فاز الرجائي برئاسة الجمهورية بتلك الصورة المشينة من التزوير والتلاعب باصوات الناخبين، واصبح الشيخ باهنر رئيسا للوزراء غير ان شهر العسل لم يدم طويلا فنكبت الزمرة بمصرع الرجلين في آن واحد نكبة عظيمة كما نكب بمصرع ٧٨عضوا بارزا من اعضاء الحزب الجمهوري والدولة في انفجار مقر الحزب من قبل وكان بين المقبورين احد الرؤوس الماكرة الكبيرة وهو البهشتي، وشهدت ايران بعد ذلك موجة من الاعتقالات والانفجارات والمجابهة بين انصار بني صدر ومجاهدي خلق الذين انضموا اليه وبين الزمرة الحاكمة كلف الخميني ارواحا ونفوسا كان يرى فيها الامتداد والامل في سياسته وكلف الشعب الايراني في غضون بضعة شهور فقط ثلاثة الاف شهيد، بين فتيان وفتيات من حزب مجاهدي الخلق.

وهكذا استولت الزمرة الخمينية على السلطة، إلى هذه اللحظة من كتابة هذه السطور لايزال الماكرون متربعين على كراسي الحكم ينتظرون الساعة الرهيبة التي لابد منها لكل جبار عنيد.

<<  <   >  >>