للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقال له: بلعام (١) . وكان يعلم الاسم الأعظم. قال ابن أبي طلحة (٢) ، عن ابن عباس: لما نزل بهم موسى عليه السلام ـ يعني: بالجبارين (٣) ـ أتاه (٤) بنوا عمه وقومه، فقالوا (٥) : إن موسى رجل حديد، ومعه جنود كثيرة. وأنه إن يظهر علينا يهلكنا، فادع الله أن يرد عنا (٦) / موسى ومن معه. قال: إني إن دعوت (٧) ذهبت دنياي وآخرتى. فلم يزالوا به حتى دعا عليهم، فسلخه الله مما كان عليه؛ فذلك قوله: (فأنسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) (٨) وقال ابن زيد (٩) : كان هواه مع القوم، يعني: الذين حاربوا موسى وقومه.

فذكر تعالى: أمر هذا المنسلخ من آيات الله بعد أن أعطاه الله إياها، وعرفها وصار من أهلها، ثم انسلخ منها. أي: ترك العمل بها، وذكر في انسلاخه منها، ما معناه: أم مظاهرة المشركين ومعاونتهم برأيه، والدعاء على موسى عليه السلام ومن معه أن يردهم الله عن قومه؛ خوفاً


(١) بلعام بن باعوراء وفي بعض الروايات بلعم بإسقاط الألف، وفي أخرى بلعام ابن عامر. ينظر: الطبري ((التفسير)) (١٣/ ٢٥٧) والحاكم في ((المستدرك)) (٢/٣٢٥)
(٢) أبو الحسن علي بن سالم، مولى ابن العباس، سكن حمص، أرسل عن ابن عباس ولم يره، صدوق قد يخطىء ت١٤٣. ((تقريب)) (ص/٤٠٢) .
(٣) نسبة إلى مدينة الجبارين.
(٤) (م) أتوه.
(٥) (م) : عنا. ساقطة.
(٦) (م) وقالوا.
(٧) (ر) دعوته. (م) دعوت الله.
(٨) أخرجه ابن المنذر، وابن أبي حاتم، كما في ((الدر المنثور)) (٣/١٤٥) عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال الحافظ ابن كثير: وهو المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة، وقد أغرب بل أبعد بل أخطأ، من قال: كان قد أوتي النبوة فانسلخ منها. ((التفسير)) (٢/٦٥) .
(٩) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي، مولاهم، ضعيف ت ١٨٢. ((تقريب)) (ص/٣٤٠) .

<<  <   >  >>