للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[٢- مناظرات ابن تيمية لأهل الاتحاد ووحدة الوجود:]

عني شيخ الإسلام بمناظرات أهل الاتحاد ووحدة الوجود عناية ظاهرة، كما امتحن وأوذي بسببهم، فحكى مناظراته المتعددة لهم، وأوردها مختصرة في مواطن، وبسطها في مواطن أخرى، وسنورد - بعد التتبع والاستقراء - جملة من تلك المناظرات كما صاغها شيخ الإسلام، وذلك على النحو الآتي:

أ) المناظرة الأولى: يقول شيخ الإسلام: "وقد كان عندنا بدمشق الشيخ المشهور الذي يقال له ابن هود، وكان من أعظم من رأيناه من هؤلاء الاتحادية زهداً ومعرفة، وكان أصحابه يعتقدون فيه أنه الله، وأنه - أعنى ابن هود (١) - هو المسيح بن مريم، ويقولون: إن أمه كان اسمها مريم، وكانت نصرانية، ويعتقدون أن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "ينزل فيكم ابن مريم " (٢) هو هذا وأن روحانية عيسى تنزل عليه.

وقد ناظرني في ذلك من كان أفضل الناس إذ ذاك معرفة بالعلوم


(١) . ابن هود هو حسن بن علي المغربي الأندلسي، متصوف فيلسوف، له صلة باليهود، صاحب شطح وذهول، هلك سنة ٦٩٩هـ.
انظر، شذرات الذهب ٥/٤٤٦، والأعلام ٢/٢٠٣.
(٢) . أخرجه البخاري ك الأنبياء ح (٣٤٤٨، ومسلم ك الإيمان ح (٢٤٢) .

<<  <   >  >>