للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[٣- مناظرات ابن تيمية للقبوريين:]

كان لشيخ الإسلام صولات مع القبوريين، فقد ناظرهم بالدليل والبرهان، وأجاب عن شبهاتهم، ودحض أكاذيبهم بالحجة والبيان، كما كسر المشاهد والأوثان، وسنورد هاتين المناظرتين:

المناظرة الأولى: ساق إبراهيم بن أحمد الغياني هذه المناظرة:

"شرع شيخ الإسلام يعيب تلك الأحجار، التي كان الناس يتبركون بها، وينهى الناس عن إتيانها، أو أن يحسن بها الظن.

فقال بعض الناس: إن قد جاء حديث " لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه الله به"

فقال الشيخ: هذا الحديث كذب مختلق وإفك مفترى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي صحّ وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن ربّه عزّ وجلّ أنه قال: "أنا عند ظن عبدي بي " (١) ، وقال " لا يموتن أحدكم إلا هو يحسن الظن بالله " (٢) فهو الرب العظيم الكبير المتعال، الذي بيده ملكوت كل شيء، يُحسن العبد به ظنه، لا يحسن ظنه بالأحجار، فإن


(١) . أخرجه البخاري ك التوحيد ح (٧٤٠٥) ، ومسلم ك الذكر والدعاة ح (٢٦٧٥) .
(٢) . أخرجه مسلم ك الجنة ح (٢٨٧٧) .

<<  <   >  >>