للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٧- وأما عن مناظرته بشأن من ادّعى أن الله يتكلم بكلام لا معنى له.. فقد تميزت بأجوبة مهمة، منها: تقريره أن هذه المقولة لم يقلها أحد من الطوائف لا حشوية ولا كرامية، ولا غيرهما.

وهذا من درايته التامة بمقالات الفرق، ودقته في نسبة الأقوال إلى أصحابها (١) .

ومن تلك الأجوبة: أنه لو فرض أنه قول، فإنما احتج الرازي على فساده بأنه هذا عبث، والعبث على الله محال، وهذه الحجة مردودة على أصله لأمرين، أحدهما: أن النزاع إنما هو في الحروف، والحروف عند الرازي مخلوقة، فلا تقوم بها حجة.

وثانيها: أنه يجوز عند الرازي أن يخلق الله كل شيء، وأن ينّزل حروفاً لا معنى لها، فلا يوصف الله - عنده - بالحكمة..


(١) . انظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة ١/ ٣٢٢

<<  <   >  >>