للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمِعْتُ بَعْضَ الْكُوِفيِّينَ يَقُولُ: أَيْ مُعَلِّمًا، مُؤَدِّبًا.

{وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا {٣١} وَبَرًّا بِوَالِدَتِي} [مريم: ٣١-٣٢] أَيْ: وَجَعَلَنِي بَرًّا بِوَالِدَتِي، يَعْنِي مُطِيعًا لأَمْرِ مَرْيَمَ.

تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ.

{وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: ٣٢] مُسْتَكْبِرًا عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي {شَقِيًّا} [مريم: ٣٢] {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ} [مريم: ٣٣] حِينَ.

{وُلِدْتُ وَيَوْمَ} [مريم: ٣٣] وَحِينَ.

{أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: ٣٣] يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وَلَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ حَتَّى بَلَغَ مَبْلَغَ الْغِلْمَانِ.

قَالَ اللَّهُ: {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ} [مريم: ٣٤] قَالَ الْحَسَنُ: وَالْحَقُّ هُوَ اللَّهُ.

هُوَ قَوْلُهُ.

{الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} [مريم: ٣٤] قَالَ قَتَادَةُ: امْتَرَتْ فِيهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

أَمَّا الْيَهُودُ فَزَعَمُوا أَنَّهُ سَاحِرٌ كَذَّابٌ، وَأَمَّا النَّصَارَى فَزَعَمُوا أَنَّهُ ابْنُ اللَّهِ وَثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَإِلَهٌ.

قَالَ اللَّهُ: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ} [مريم: ٣٥] يُنَزِّهُ نَفْسَهُ عَمَّا يَقُولُونَ.

{إِذَا قَضَى أَمْرًا} [مريم: ٣٥] يَعْنِي عِيسَى كَانَ فِي عِلْمِهِ أَنْ يَكُونَ مِنْ غَيْرِ أَبٍ.

تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ.

{فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [مريم: ٣٥] قَوْلُهُ: {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [مريم: ٣٦] هَذَا قَوْلُ عِيسَى لَهُمْ.

قَوْلُهُ: {فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} [مريم: ٣٧] فِي الدِّينِ، يَعْنِي النَّصَارَى، فَتُجَادِلُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>