للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ قَتَادَةُ: أَيْ عَمِيقٌ قَعِيرٌ.

أَيْ غَمْرٌ.

{يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ} [النور: ٤٠] ثُمَّ وَصَفَ ذَلِكَ الْمَوْجَ فَقَالَ: {مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} [النور: ٤٠] ظُلْمَةُ الْبَحْرِ، وَظُلْمَةُ الْمَوْجِ وَظُلْمَةُ السَّحَابِ، وَظُلْمَةُ اللَّيْلِ.

وَقَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي بِهِ الْكَافِرَ يَقُولُ: قَلْبُهُ مُظْلِمٌ، فِي صَدْرٍ مُظْلِمٍ، فِي جَسَدٍ مُظْلِمٍ.

قَلْبُهُ بِالشِّرْكِ، وَصَدْرُهُ بِالْكُفْرِ، وَجَسَدُهُ بِالشَّكِّ، وَهُوَ النِّفَاقُ.

قَالَ: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} [النور: ٤٠] مِنْ شِدَّةِ الظُّلْمَةِ.

{وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: ٤٠] يَعْنِي الْكَافِرَ.

سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: هَذَا مِثْلُ عَمَلِ الْكَافِرِ، فِي ضَلالاتٍ مُتَكَسِّعٌ فِيهَا.

قَوْلُهُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} [النور: ٤١] قَالَ قَتَادَةُ: صَافَّاتٌ بِأَجْنِحَتِهَا.

{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور: ٤١] تَفْسِيرُ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ: {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور: ٤١] الصَّلاةُ لِلإِنْسَانِ يَعْنِي الْمُؤْمِنَ، {وَتَسْبِيحَهُ} [النور: ٤١] التَّسْبِيحُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ خَلْقِهِ.

{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [النور: ٤١] قَوْلُهُ: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [النور: ٤٢] الْبَعْثُ.

قَوْلُهُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا} [النور: ٤٣] يُنْشِئُ سَحَابًا.

{ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ} [النور: ٤٣] يَجْمَعُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ.

{ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا} [النور: ٤٣] بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>